حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

حذف الكلام بجملته

صفحة 448 - الجزء 3

  الرابع: بعد «إن» الشرطية، كقوله [من الرجز]:

  ٨٩٠ - قَالَتْ بَنَاتُ الْعَمِّ: يَا سَلْمَى وإِنْ ... كانَ فَقِيراً مُعْدِما؟ قَالَتْ: وإِنْ أي: وإن كان كذلك رضيته.

  الخامس: في قولهم: «افعَلْ هَذَا إِمَّا لا»، أي: إن كنت لا تفعل غيره فافعله.


  الثالث من حذف الكلام بجملته أي بحيث لم يبق منه عمدة ولا فضلة لأن المنادى عند من سيبويه وجمهور البصريين مفعول به لأدعو مقدراً وأصل يا زيد يا أدعو زيداً حذفت أدعو لزوماً لكثرة الاستعمال ودلالة النداء عليه فجزاء الجملة الفعل والفاعل محذوفاً، فإذا حذف المنادى أيضاً كان الكلام بجملته محذوفاً اهـ شمني قوله: (وإن كان فقيراً معدماً) يروى بدل معدماً⁣(⁣١) عيباً بفتح العين المهملة وكسر أولى التحتيتين وتشديد الثانية من العي ضد البيان قيل هذا البيت لرؤبة وقبله:

  قالت سليمي ليت لي زوجاً يمن ... يغسل جلدي وينسيني الحزن

  وحاجة ما ان لها عندي تمن ... ميسورة قضاؤها منه ومن

  قالت بنات العم الخ ويمن بتخفيف النون وأصله التشديد وحاجة عطف على زوجاً أرادت بها الشهوة وما نافية وإن زائدة قال الدماميني لا يخفى إنك إذا قلت إن جاء زيد أكرمته فالكلام هنا مجموع هذا التركيب إن الشرطية وجملتاها وليس شيء من الجملتين حال تعلق إن به وارتباطها به كلاماً لعدم استقلاله بالإفادة بل مجموع ذلك هو الكلام وإذا كان كذلك فالمحذوف في هذا الموضع والذي بعده بعض الكلام لا الكلام بجملته وجوابه أن المصنف ألغى الحرف لعدم مدخليته في الإسناد الكلامي والحكم الإعرابي. قوله: (أي إن كنت لا تفعل غيره فافعله) إنما قدر كان لأن المعلق عليه عزمه على عدم الفعل تدبر.


٨٩٠ - التخريج: الرجز لرؤبة في (ملحق ديوانه ص ١٨٦؛ وخزانة الأدب ٩/ ١٤، ١٦، ١١/ ٢١٦؛ والدرر ٥/ ٨٨؛ وشرح التصريح ١/ ٣٧؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٣٦؛ والمقاصد النحوية ١/ ١٠٤؛ وبلا نسبة في الدرر ٥/ ١٨١؛ ورصف المباني ص ١٠٦؛ وشرح الأشموني ٣/ ٥٩٢؛ وشرح التصريح ١/ ١٩٥؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٣٧٠؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٤٣٦؛ وهمع الهوامع ٢/ ٦٢، ٨٠).

شرح المفردات المعدم: من لا مال له، الفقير.

المعنى: يقول: لقد قالت بنات العم لـ «سلمى» بألا ترفض من جاء يطلب يدها وإن كان فقيراً، فرحبت «سلمي» به. وهذا القول قريب من المثل القائل: «زوج من عود خير من قعود».

(١) قوله: بدل معدماً، الصواب بدل فقيراً لأنه لا يستقيم الوزن إلا بذلك اهـ.