٨٩٣ - بَكَرْتُ عَلَيْهِ بُكْرَةً فَوَجَدْتُهُ ... قُعُوداً عَلَيْهِ بِالصَّرِيمِ عَوَاذِلُة

  وصح الاستشهاد بالبيت لأن هذا الحكم ثابت أيضاً للخبر والحال.

  والرابع: قولهم في نحو: {وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا}⁣[البقرة: ٣٥]: «إنّ «رغداً» نَعْتُ مصدر محذوف»؛ ومثله: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا}⁣[آل عمران: ٤١]، وقول ابن دريد [من الرجز]:

  وَاشْتَعَلَ الْمُبْيَضُ في مُسْوَدِهِ ... مثل اشتعال النَّارِ فِي جَزْلِ الْغَضَا

  وأبيض فياض نداء غمامة ... على مقتفيه ما تغب نوافله

  وهما من القصيدة التي أولها:

  صحا القلب عن سلمى وأعرض باطله ... وعرى أفراس الصبا ورواحله

  قوله: (بكرت عليه الخ) البكرة: بالضم الغدوة، ويقال: بكرت على الشيء وإليه وفيه بكوراً ويقال أيضاً بكر بالتشديد وابتكرت وأبكرت وباكرت كل ذلك بمعنى أتيته بكرة وكل من بادر إلى شيء فقد أبكر إليه في أي وقت كان مثل أن يقال بكروا بصلاة المغرب أي: صلوها عند سقوط القرص كذا في الصحاح وحينئذ فقوله بكرت إليه بكرة معناه بادرت بالإتيان إليه غدوة أي: أول النهار. قوله: (فوجدته) الهاء مفعول أول وقعوداً مفعول ثان وعواذله فاعل بقعود وقوله: عليه أي عنده وقوله: بالبصريمي جمع صريمة وهي القطعة من الرمل تنقطع من معظمه ويطلق على الزرع المحصود وعلى الليل والنهار من أسماء الأضداد؛ لأن كلاً منهما انقطع. من الآخر. قوله: (وصح الاستشهاد بالبيت) أي: مع أن قعوداً ليس نعتاً بل مفعولاً ثانياً لوجد قوله: (هذا الحكم) أي: وهو رجحان تكسير الصفة الرافعة لجمع وقوله أيضاً مقدم من تأخير أي ثابت للخير والحال أيضاً، أي: كما أنه ثابت للنعت ولا شك أن المفعول الثاني لوجد خبر في الأصل. قوله: (والرابع قولهم الخ) قال الدماميني: لا ينبغي أن بعد هذا فيما اشتهر بين المعربين والصواب خلافه؛ لأنه آل الأمر من كلام المصنف إلى أن الذي اشتهر في هذا بين المعربين صواب وأن تخطئتهم بما نقل عن سيبويه وغيره لم يصادف محلاً قال الشمني: وأقول إنما عده المصنف فيما اشتهر بين المعربين والصواب خلافه بناء على قولهم إن مذهب سيبويه والمحققين خلافه واستدلالهم على ذلك لا بناءً على اعتراضه على أدلتهم.

  قوله: (نعت مصدر محذوف) أي: أكلاً رغداً، أي: واسعاً لا حجر فيه. قوله: (من

٨٩٣ - التخريج: البيت لزهير بن أبي سلمى في (ديوانه ص ١٤٠؛ والأضداد ص ٤٢، ١٩٥؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٤٠؛ ولسان العرب ١٢/ ٣٣٧ (صرم)).

اللغة: الصريم: الزرع المحصود أو الكثيب من الرمل المنفصل عن غيره.

المعنى: ذهبت إليه صبحاً فألفيته بين نسوة على كثيب منعزل، وهن يلمنه على إتلافه ماله.