تنبيهان - الأول: أنه سمع «أما العبيد فذو عبيد» بالنصب
  بأن «ليس» حرف فلا إشكال، وكذا إذا قيل فعل يشبه الحرف، ولهذا أهملها بنو تميم، إذ قالوا: «لَيْسَ الطَّيبُ إلا المِسْكُ» بالرفع.
  والسادس: ظرف معمول لـ «أما» لما فيها من معنى الفعل الذي نابَتْ عنه أو للفعل المحذوف، نحو: «أمَّا الْيَومَ فإني ذاهِبٌ، وأما في الدار فإِنَّ زَيْداً جالس»، ولا يكون العامل ما بعد الفاء، لأن خبر «إنَّ» لا يتقدم عليها فكذلك معموله، هذا قول سيبويه والمازني والجمهور، وخالفهم المبرد وابن دُرُسْتُوَيْهِ والفراء، فجعلوا العامل نفس الخبر، وتوسع الفرَّاء فجوّزه في بقية أخوات «إِنَّ»؛ فإن قلت «أَمَّا الْيَومَ فأنا جالس» احتمل كون العامل «أما» وكونَه الخبر لعدم المانع، وإن قلت: «أما زيداً فإني ضارب» لم يجز أن يكون العامل واحداً منهما، وامتنعت المسألة عند الجمهور؛ لأن «أما» لا تنصب المفعول، ومعمول خبر «إنَّ» لا يتقدم عليها، وأجاز ذلك المبرد ومَنْ وافقه على تقدير إعمال الخبر.
  تنبيهان - الأول: أنه سمع «أما الْعَبِيدَ فَذُو عَبيد» بالنصب، «وأَمَّا قُرَيْشاً فأنا أَفْضَلُها» وفيه عندي دليل على أمور:
  المصدر به خبرها وقوله الحديث عطف تفسير قوله: (فلا إشكال) أي: لأن المباشر الفعل حرف لا فعل، وكذا إذا قيل إنه فعل يشبه الحرف أي لضعف فعيلتها فحينئذ بمشابهة الحرف. قوله: (فعل يشبه الحرف) قد يقال على كلام المصنف إذا كان ضعف الفعل لمشابهة الحرف يوجب اغتفار مباشرته لفعل آخر فهلا اغتفر ذلك في أما مع أنها عريقة في الحرف. اهـ. دماميني. وأجاب الشمني بأنها لما تابت عن الفعل كانت أقوى من الفعل المشبه للحرف؛ لأن المشبه ينسلخ عن حكم نفسه ويعطى حكم المشبه به تأمله. قوله: (بالرفع) أي: نظراً إلى شبهها بما النافية قوله: (فكذلك معموله) لأن حقه التأخير عن العامل. قوله: (أما اليوم فأنا جالس) مثله أما بعد فهذا شرح. قوله: (كون العامل أما) أي: أو فعل الشرط. قوله: (وكونه الخبر) أي: وإن كان هو إلا قداح لأنه ينحل المعنى عليه مهما يوجد شيء فلا بد من جلوسي لكن في هذا اليوم بخلافه على الأول، فإن المعنى مهما يوجد شيء اليوم لا بد من جلوسي قوله: (لأن أما لا تنصب المفعول) أي: لأن الفعل الذي نابت عنه إما لا ينصب المفعول لأنه يقدر من كان التامة. قوله: (لأن إما لا تنصب المفعول) أي: بخلاف الظرف فإنه يعمل فيه قوله: (أنه) أي: الحال والشأن سمع من العرب بقلة.
  قوله: (بالنصب) إنما لم يضبط قريشاً كما ضبط العبيد بالنصب لأن كتابة قريشاً بالألف قاض بنصبه فلا يحتاج بخلاف العبيد قوله: (بالنصب) أي: على أنه مفعول به للفعل الذي ثابت عنه أما قوله: (وفيه عندي الخ) فيه إن الذي نسبه لنفسه هو عين ما قاله