حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

وهي إحدى عشرة قاعدة

صفحة 524 - الجزء 3

  والثالث - وهو ما أُعْطِي حُكْمَ الشيء لمشابهته له لفظاً ومعنى، نحو اسم التفضيل و «أفعل» في التعجب؛ فإنهم منعوا أفعل التفضيل أن يرفع الظاهر لشبهه بـ «أفعل» في التعجب وَزْناً وأصلاً وإفادة للمبالغة، وأجازوا تصغير «أفعل» في التعجب لشبهه بـ «أفعل» التفضيل فيما ذكرنا، قال [من البسيط]:

  ٩١٨ - يَا مَا أُمَيْلِحَ غِزلاناً شَدَنَّ لَنا ... [مِنْ هُؤْلَيَّائِكُنَّ الصَّالِ وَالسَّمُر]

  ولم يسمع ذلك إلا في «أَحْسِن» و «أَمْلح»، ذكره الجوهري، ولكن النحويين مع هذا


  الألف فيهما للإطلاق فلا تكون روياً وإنما هو الطاء ما قبلها وهو في الأول الدال في الثاني وهما متقاربان وأما أبيات أبي جهل فلا نسلم أن فيها إكفاء لجواز جعل ياء المتكلم روياً فقد نص بعض علماء القوافي على جواز جعل الياء الساكنة التي لم ينفتح ما قبلها روياً سواء كانت للمتكلم أو لغيره وإن كان ذلك قليلاً كقوله:

  نروح ونغدو لحاجاتنا ... وحاجة من عاش لا تنقضي

  تموت مع المرء حاجاته ... وتبقى له حاجة ما بقي

  اهـ دماميني. قوله: (وإفادة للمبالغة) اللام للتقوية قوله: (لشبهه بأفعل التفضيل) أي: فإنه يصغر فيقال زيد أميلح من عمرو وأحيسن منه قوله: (فيما ذكرنا) أي: الوزن وإرادة المبالغة. قوله: (يا ما أميلح) بكسر ما قبل آخره وكذا تقول في ياما أحيسن وتمامه:

  من هؤليائكن الضال والسمر

  تصغير هؤلاء تكن والضال السدر البري والسمر بفتح السين المهملة وضم الميم شجر عظيم ذو شوك يقال له: الطلح. قوله: (ولم يسمع ذلك) أي: تصغير أفعل في التعجب. قوله: (مع هذا) أي: مع كونه لم يسمع تصغير أفعل في التعجب إلا في هذين


٩١٨ - التخريج: البيت للمجنون في (ديوانه ص ١٣٠؛ وله أو للعرجي أو لبدوي اسمه كامل الثقفي أو لذي الرمة أو للحسين بن عبد الله في خزانة الأدب ١/ ٩٣، ٩٦، ٩٧؛ والدرر ١/ ٢٣٤؛ ولكامل الثقفي أو للعرجي في شرح شواهد المغني ٢/ ٩٦٢؛ وللعرجي في المقاصد النحوية ١/ ٤١٦، ٣/ ٦٤٣؛ وصدره لعلي بن أ أحمد العريتي في لسان العرب ١٣/ ٢٣٥ (شدن)؛ ولعلي بن محمد العريني في خزانة الأدب ١/ ٩٨؛ ولعلي بن محمد المغربي في خزانة الأدب ٩/ ٣٦٣؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص ١١٥؛ وخزانة الأدب ١/ ٢٣٧، ٥/ ٢٣٣؛ وشرح الأشموني ٢/ ٣٦٦؛ وشرح شافية ابن الحاجب ١/ ١٩٠؛ وشرح المفصل ٥/ ١٣٥؛ وهمع الهوامع ١/ ٧٦، ٢/ ١٩١).

اللغة: أميلح: تصغير تحبّب، ومَلُح: حَسُن شدن قوين وترعرعن، واستغنين عن أمهاتهن. هؤلياء: تصغير هؤلاء الضال والسمر: نوعان من النبات.

المعنى: يتعجب من حسن النسوة الصغار مشبهاً إيّاهن بالغزلان الصغار وقد استغنت عن أمهاتها بأكل الضال والسمر.