حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

وهي إحدى عشرة قاعدة

صفحة 529 - الجزء 3

  «فعل» بكسرة فسكون في كل «فَعِل» بفتحة فكسرة، نحو: «كَتِفِ»، و «لبن»، و «نبق»، وقولُهم: «أَخَذَهُ مَا قَدُمَ وَمَا حَدَثَ» بضم دال «حَدُثَ»، وقراءة جماعة: {سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا}⁣[الإنسان: ٤] بصرف «سلاسل»، وفي الحديث: «ارْجِعْنَ مَأْزُورَاتٍ غَيْرَ مَأْجُورَاتِ»، والأصل: مَوْزورات بالواو لأنه من «الوِزْرِ»، وقراءة أبي حبة {يُوقِنُونَ}⁣[البقرة: ٤] بالهمزة، وقوله [من الوافر]:

  ٩٢٠ - أَحَبَّ المُؤْقِدِينَ إِلَيَّ مُؤْسَى ... وَجَعْدَةُ، إِذْ أَضَاءَهُمَا الْوَقُودُ

  بهمز «المُؤقدين»، و «مُؤسى» على إعطاء الواو المجاورة للضمة حكم الواو المضمومة، فهمزت كما قيل في «وجوه»: «أُجُوه» في «وقتت»: «أُقْتَتْ»، ومن


  رجس. قوله: (في كل فعل) أي: في كل كلمة على وزن فعل سواء كانت اسماً أو فعلاً سواء كانت عينها حرف حلق مثل فخذ وشهد أو غير حرف حلق كما ذكره من الأمثلة ولهم في تخفيف ذلك وجه آخر وهو إسكان العين وإبقاء الفاء على الفتح كفخذ وكتف هذا في الاسم، وأما الفعل، فإن كانت عينه حرف حلق فحكمه حكم الاسم الذي عينه حرف حلق من جواز الوجهين المذكورين وجواز اتباع فإنه لعينه في الحركة فيكون لك في نحو شهد وفخذ من الوجوه الفرعية ثلاثة فتح الأول وإسكان الثاني وكسر الأول وإسكان الثاني وكسرهما، وإن لم تكن عينه حرفاً حلقياً نحو علم فليس فيه من الفرعية إلا وجه واحد وهو إسكان العين مع إبقاء الفاء على فتحها وعلى هذا يتخرج اللغز وهو قوله:

  خليلي دمع العين حزنا كوى القلبا

  بسكون الميم وفتح العين من دمع وبرفع العين قوله: (وقولهم) عطف على قوله سابقاً قولهم هنأني. قوله: (بضم دال حدث) أي: والأصل بفتحها فضمت قصداً لمناسبة الازدواج. قوله (بصرف سلاسلا) أي: ليناسب ما بعده وهو أغلالاً وسعيراً. قوله: (مأزورات غير مأجورات) أي: فهمز الأول لتناسب همز الثاني ومشاكلته، أي: ارجعن وعليكن الوزر لا الأجر وقال النبي «لهن ذلك لأنهن كن جالسات ينتظرن جنازة». قوله: (بالهمزة) أي لمجاورة المهموز وهو الآخرة قوله: (أحب المؤقدين الخ) البيت لجرير يمدح هشام بن عبد الملك وموسى ابنه وجعدة بنته وكانا يوقدان نار القرى. قوله: (على إعطاء الواو الخ) أي: وكذا يؤقنون في الآية. قوله: (حكم الواو المضمومة) أي:


٩٢٠ - التخريج: البيت لجرير في (ديوانه ص ٢٨٨؛ والأشباه والنظائر ٢/ ١٢، ٨/ ٤٧٤ والخصائص ٢/ ١٧٥، ٣/ ١٤٦، ١٤٩، ٣١٩؛ وشرح شواهد الشافية ص ٤٢٩؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٦٢؛ والمحتسب ١/ ٤٧؛ وبلا نسبة في. صناعة الإعراب ١/ ٨٩؛ وشرح شافية ابن الحاجب ص ٢٠٦؛ والمقرب ٢/ ١٦٣؛ والممتع في التصريف ١/ ٩١، ٣٤٢، ٢/ ٥٦٥).

اللغة: المؤقدين من موقد النار: من يشعلها موسى وجعدة من أبناء الشاعر.

المعنى: أحب الناس إلي ابني موسى وبنتي جعدة، ولا سيما عند إيقادهما النار.