حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

وهي إحدى عشرة قاعدة

صفحة 533 - الجزء 3

  [الفجر: ٤]، وبالنصب حالاً من «المرأة»، وليس بقوي، مع أنه الحقيقة، لأن ذكر «الليلة» حينئذ لا كبير فائدة فيه. والشاهد فيهما أنه ضُمِّن «حَمَل» معنى «عَلِقَ»، ولولا ذلك لدي بنفسه مثل {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا}⁣[الأحقاف: ١٥]، وقال الفرزدق [من الرجز]:

  ٩٢٣ - كَيْفَ تَرَانِي قَالِباً مجَنِّي ... قَدْ قَتَلَ اللَّهُ زِيَادَاً عَنِّي

  أي: صَرَفه عني بالقتل.

  وهو كثير، قال أبو الفتح في كتاب التمام: أحْسِبُ لو جُمِعَ ما جاءَ منه لجاء منه كتاب يكون مِنِينَ أوراقاً.


  يسرى بل يسرى فيه.

  قوله: (وليس بقوي) أي: ليس المعنى على النصب على الحال بقوي وقوله: مع أنه الحقيقة أي: لأن الذعور وهو الخوف من أوصاف المرأة فهو حال منها. قوله: (حينئذ) أي: حين نصب مذعورة على الحال قوله: (لا كبير فائدة الخ) أي: لأنه لبيان الواقع فلا دخل له في المدح؛ لأن كون حملها ليلاً أو نهاراً لا دخل له في المدح، وأما على رواية الجر فالمعنى قوي؛ لأن كون حملها في ليلة يتوقع فيها الخوف يفيد أن أمه كانت كارهة للجماع قوله: (فيهما) أي: في البيتين حيث قال حملت وقال ممن حملن به. قوله: (مجني) المجن بكسر الميم الترس والجمع مجان بفتحها أخذاً. من الجنة وهي الستر؛ لأن صاحبه يستتر به عما يقصد به من مكروه وقالياً بالياء المثناة التحتية: أي: باغضاً وهاجراً وضبطه الشمني بالموحدة ولعل معناه وضعه على عكس الاتقاء فيوافق نسخة المثناة، أي: هاجراً وزياد هو ابن أبيه الذي استلحقه معاوية بن أبي سفيان بنسبه واعترف بأنه أخوه من أبيه أسلم في زمان أبي بكر وولد في عام الفتح على فراش الحارث ابن كلدة من زوجته سليلة جاريته وولي العراق سنة ثمان وأربعين ومات سنة ثلاث وخمسين. قوله: (وهو) أي: التضمين كثير، وقوله: قال أبو الفتح دليل لقوله وهو كثير.

  قوله: (قال أبو الفتح الخ) هذا ربما يؤيد القول بأن التضمين قياسي، وقيل: الثاني فقط وظاهر أنه ليس كل حذف مقيساً وكذا المجاز إذا ترتب عليه حكم زائد.


٩٢٣ - التخريج: الرجز للفرزدق في (الخصائص ٢/ ٣١٠؛ وشرح الأشموني ١/ ٢٠٠؛ والمحتسب ١/ ٥٢؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ١/ ٢٤٧، ٢/ ١٠٩، ١٧٩؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٦٢).

اللغة: المجن: الترس.

المعنى: لا تعجب من تركي سلاحي، فقد كفاني الله شر زياد بالموت، وأراحني من قتاله وأذيته.