حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

القاعدة الرابعة

صفحة 535 - الجزء 3

  أي: الشمس وهو وجهها وقمر السماء. وقال التبريزي: يجوز أنه أراد قمراً وقمراً؛ لأنه لا يجتمع قمران في ليلة كما أنه لا تجتمع الشمس والقمر. اهـ.

  وما ذكرناه أمدح، و «القمران» في العرف الشمس والقمرُ؛ وقيل: إن منه قول الفرزدق [من الطويل]:

  ٩٢٥ - أَخَذْنَا بِآفَاقِ السَّمَاءِ عَلَيْكُمُ ... لَنا قَمَرَاهَا وَالنُّجُومُ الطَّوَالِعُ

  وقيل: إنما أراد محمداً والخليل عليهما الصَّلاة والسلام؛ لأن نسبه راجع إليهما بوجه، وإن المراد بالنجوم الصَّحابة؛ وقالوا: «العُمَرَيْنِ» في أبي بكر وعُمَر؛ وقيل: المراد عُمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز، فلا تغليب، ويُرَدُّ بأنه قيل لعثمان ¥: نسألك سيرة العمرين؛ قال نعم؛ قال قتادة: أَعْتَقَ الْعُمَرَانِ فمن بينهما من


  نشرت ثلاث ذوائب من شعرها ... في ليلة فأرت ليالي أربعاً

  قوله: (يجوز أنه أراد قمراً وقمراً) أي: وحينئذ فلا تغليب بل فيه حقيقة ومجاز وقوله: لأنه لا يجتمع الخ علة لمحذوف، أي: إنه أراد قمراً وقمراً وصح التعجب؛ لأنه الخ اهـ تقرير دردير. قوله: (أنه أراد قمر أو قمراً) أي: أن القمر انطبع في صفاء وجهها فرأيتهما كما قال:

  وإذا نظرت إلى محاسن وجههه ... ألفيت وجهك في سناه غريقاً

  هذا هو الأبلغ ويشير له قوله معاً لا ما يتبادر من أنه نظر لها وللقمر في محله والحاصل أن كلام التبريزي محتمل لأمرين وحمله على ما قلناه أبلغ وعلى كل منهما لا تغليب في البيت، وما قاله المصنف من التغليب أمدح. قوله: (أمدح) أي: لأن جعل وجهها شمساً أبلغ وأعظم؛ ولأن القمرين في العرف للشمس والقمر، فالمصنف ذكر وجهاً واحداً للأمدحية. قوله: (والقمران في العرف) أي: كما يشهد له التعريف بأل المفيدة للعهد ومقتضى كلام التبريزي التنكير قوله: (ان منه) أي من التغليب. قوله: (لنا قمراها) أي: الشمس والقمر والمراد بالنجوم الكواكب. قوله: (إنما أراد) أي: بالقمرين محمداً والخليل مجازاً. قوله: (وقالوا العمرين) غلبوا الأخف، وقيل: لطول مدة عمره فكثر استعماله وقوله: فلا تغلب أي في كل ما ورد فيه العمرين.

  قوله: (قيل لعثمان) أي: وقد كان قبل عمر بن عبد العزيز. قوله: (سيرة العمرين)


٩٢٥ - التخريج: البيت للفرزدق في (ديوانه ١/ ٤١٩؛ والأشباه والنظائر ٥/ ١٠٧؛ وخزانة الأدب ٤/ ٣٩١، ٩/ ١٢٨؛ وشرح شواهد المغني ١/ ١٣، ٢/ ٩٦٤؛ وبلا نسبة في لسان العرب ١٠/ ١٧٣ (شرق)، ١١/ ٥٣٩ (قبل)؛ والمقتضب ٤/ ٣٢٦).

اللغة: أطراف السماء جهاتها. قمراها: الشمس والقمر.

المعنى: لقد ملكنا السماء بمجدنا، وخضع لنا ما فيها من شمس وقمر.