وهي إحدى عشرة قاعدة
  الخلفاء أُمهات الأولاد، وهذا المراد به عمر وعمر؛ وقالوا «العَجَاجَيْنِ» في رؤبة والعجاج؛ و «المَرْوَتَيْنِ» فِي الصَّفا والمروة.
  ولأجل الاختلاط أُطلقت «مَنْ» على ما لا يعقل في نحو: {فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ}[النور: ٤٥] فإِن الاختلاط حاصل في العموم السابق في قوله تعالى: {كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ}[النور: ٤٥]، وفي {مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ} أختلاط آخر في عبارة التفصيل؛ فإنه يعم الإنسان والطائر؛ واسم المخاطبين على الغائبين في قوله تعالى: {اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ٢١}[البقرة: ٢١] لأن «العلَّ» متعلقة بـ «خلقكم» لا بـ «اعبدوا»؛ والمذكرين على المؤنث حتى عُدَّت منهم في {وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ}
  أي: أبي بكر وعمر قوله: (وهذا) أي: قوله: أعتق العمران قوله: (أطلقت الخ) أي: على وجه التغليب وهذا مثال التغليب للاختلاط.
  قوله: (كل دابة من ماء) أي: إن قوله من ماء فيه اختلاط وفصله بقوله فمنهم من يمشي على بطنه الخ، وفيه أيضاً اختلاط آخر؛ لأن الذي يمشي على رجلين. يعم الإنسان وغيره. قوله: (واسم المخاطبين) عطف على من من قوله أطلقت من على ما يعقل أي: لأجل الاختلاط أطلقت من على ما لا يعقل وأطلق اسم المخاطبين على الغائبين بطريق التغليب في هذه الآية وبيان ذلك أن لعلكم متعلقة، أي: لها تعلق وارتباط بخلقكم والخلق واقع على المخاطبين وعلى الغائبين وهم المعبر عنهم بالموصول المعطوف، وحاصل المعنى خلقكم والذين من قبلكم لأجل التقوى فكان مقتضى الظاهر أن يقال لعلكم تتقون ولعلهم يتقون لكن غلب المخاطبين على الغائبين فقيل لعلكم تتقون، والمراد الجميع وليست لعل متعلقة باعبدوا لينتفي التغليب لظهور أنه ليس المراد اعبدوا ربكم لأجل التقوى لما يفضي إليه من تعليل الشيء بنفسه.
  قوله: (على الغائبين) أي: للعموم السابق.
  قوله: (لعلكم تتقون) أي: خلقكم وخلق من قبلكم لأجل التقوى والحاصل أنه تقدم غائب وهو والذين من قبلكم ومخاطبون وهو مدلول خلقكم، وأطلق ضمير المخاطب في لعلكم عليهما قوله: (لا باعبدوا) أي: لئلا يلزم تعليل الشيء بنفسه، أي اعبدوا لأجل التقوى والتقوى هي العبادة.
  قوله: (والمذكرين) أي: ولأجل الاختلاط أطلق اسم المذكرين فهو عطف على المخاطبين. أي أطلق اسم المخاطبين وأطلق اسم المذكرين قوله: (والمذكرين على المؤنث الخ) يعني: ولأجل الاختلاط أطلق وصف المذكرين على المؤنث، وهذا هو تغليب المذكر على المؤنث في صفة مشتركة بينهما تطلق على كل منهما بصيغة تمتاز عن الصيغة الأخرى بعلامة فإذا أريدا معاً أتى بصيغة المذكر كقوله تعالى: وكانت أي: مريم