وهي إحدى عشرة قاعدة
  ومثلها قوله [من الرجز]:
  ٩٢٨ - جَارِيَةٌ فِي رَمَضَانَ الْمَاضِي ... تُقَطِّعُ الْحَدِيثَ بِالإِيمَاضِ
  ولولا حكاية الحال في قول حسان [من الكامل]:
  يُخْشَوْنَ حَتَّى لا تَهِرُ كِلابُهُمْ ... [لاَ يَسْأَلُونَ عَنِ السَّوَادِ المُقْبَلِ]
  لم يصح الرفع؛ لأنه لا يرفع إلا وهو للحال، ومنه قوله تعالى: {حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ}[البقرة: ٢١٤] بالرفع.
  من الكلب فيما مضى قبل إعلام النبي بذلك ففرض واقعاً في الحال وعبر عنه باسم الفاعل قوله: (ومثلها) أي: مثل الآية الأولى وهي وكلبهم باسط ذراعيه في حكاية الحال الماضية، وقوله: جارية بالرفع خبر لمبتدأ محذوف يرجع لما تقدم إن كان أو لمعنى محبوبتي جارية ويجوز الجر برب محذوفة والإيماض لمح البصر وهو محبوب من المحبوب. قوله: (في رمضان) متعلق بتقطع بمعنى قطعت فهو من حكاية المال الماضية. قوله: (يغشون) أي: يغشاهم الناس ويأتونهم للضيافة طائفة بعد طائفة حتى إن كلابهم صارت لم تهر على أحد أي: لم تصوت عليه لاعتيادها على مجيء الضيفان فقوله: لا تهر بمعنى لم تهر لكنه عبر بالمضارع لحكاية الماضي فهو من حكاية الحال الماضية، وقوله: يغشون الخ هذا صدر بيت عجزه:
  لا يسألون عن السواد المقبل
  ومر الكلام على هذا البيت في مبحث حتى وقبل هذا البيت:
  أولاد جفنة حول قبر أبيهم ... قبر ابن مارية الكريما المفضل
  بيض الوجوه كريمة أحسابهم ... شم الأنوف من الط راز الأول
  قوله: (لم يصح الرفع) أي لتهر وقوله لأنه لا يرفع أي الفعل الواقع بعد حتى إلا إذا كان للحال حقيقة أو تأويلاً كما في البيت والآية قال في الخلاصة.
  وبعد حتى حالاً أو مؤولاً به ... ارفعن وانصب المستقبل
  قوله: (ومنه) أي: ومن الحال الواقع بعد حتى وزلزلوا حتى يقول الرسول على قراءة الرفع في يقول.
٩٢٨ - التخريج: الرجز لرؤبة في (ملحق ديوانه ص ١٧٦؛ وخزانة الأدب ٨/ ٢٣٣؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢/ ٨١؛ ولسان العرب ٧/ ١٢٢ (بيض).
اللغة: الجارية: الفتية من النساء. الإيماض: الإشارة الخفيّة؛ أو مضت المرأة: أشارت إشارة أو سارقت النظر.