القاعدة السابعة
  ٩٣٠ - حَتَّى يَكُونَ عَزِيزاً فِي نُفُوسِهمُ، ... أَوْ أَنْ يَبِينَ جَمِيعاً وَهُوَ مُخْتَارُ
  يجوز كونُ «أَنْ» زائدة، فلأن النصب هنا يكون بالعطف لا بـ «أَنْ» وقيل في {ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا}[المجادلة: ٣] إن {مَا قَالُوا} بمعنى القول، و «القول» بتأويل «المَقُول»، أي: يعودون للمقول فيهن لفظ الظهار وهُنَّ الزوجات؛ وقال أبو البقاء في
  الحماسة) هو ليزيد بن حماد السلوتي. قوله: (حتى يكون عزيزاً الخ) قبله:
  أني حمدت بني شيبان إذ خمدت ... نيران قومي وفيهم شبت النارُ
  ومن نكرمهم في المحل أنهم ... لا يعلم الجار فيهم أنه جارُ
  حتى يكون الخ والمعنى أنهم لا يرضون في وقت المجاعة والقحط بما طبعوا عليه من الكرم، بل يتكلفون أكثر منه ومن تكلفهم أنهم يحلون جارهم من العناية به، والإحسان إليه محلاً يتشكك به في نفسه هل هو جارهم أو من أنفسهم وضميمتهم وعلى هذا تتعلق حتى من قوله حتى يكون عزيزاً بالمعنى الذي دل عليه قوله لا يعلم الجار فيهم أنه جار، أي: يعاملونه بهذه المعاملة إلا أن يكون عزيزاً بمثابة واحد من أنفسهم أو أن يبين أي يفارق وهل مجتمع الشمل والحال مختاراً لذلك غير مضطر وقوله: في نفوسهم في نسخة من بدل في قوله: (أو أن تبين جميعاً) أي: وأن يفارق مجتمع الشمل والحال. قوله: (يجوز كون زائدة) هذا مقول أبي الفتح، أي: ويجوز أن تكون أن الناصبة كما قاله غيره وفيه أن أن الناصبة لا تظهر بعد حتى وأجيب بأنه إنما ظهرت أن في المعطوف على المنصوب بعد حتى، وإن كانت لازمة الإضمار بعدها؛ لأنه يغتفر في التابع ما لا يغتفر في المتبوع. قوله: (يجوز كون أن زائدة الخ) أي: وأما غير أبي الفتح فيرى أنها ليست زائدة في البيت وأنها ظهرت في المعطوف على المنصوب بعد حتى، وإن كانت لازمة الإضمار في الأول نظراً إلى أنه يغتفر في الثواني ما لا يغتفر في الأوائل فيكون البيت من أمثلة القاعدة الثامنة الآتية، ويمكن وجه ثالث وهو أن تكون مصدرية كما يراه غير أبي الفتح لكن العطف على ما بعد حتى بل على خبر يكون وهو عزيزاً على تأويل المصدر باسم الفاعل أي حتى يكون عزيزاً أو بائناً فيكون البيت من أمثلة القاعدة السابعة التي الكلام فيها الآن اهـ دماميني.
  قوله: (فلأن النصب الخ) أي: فلا ترد لأن النصب بالعطف لا بأن قوله: (أي يعودون للمقول فيهن) أي: بالإمساك لهن والعزم على وطئهن. قوله: (وهن الزوجات)
٩٣٠ - التخريج: البيت ليزيد بن حمار (أو حمّان) السكوني في (الدرر ٤/ ٧٤؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٣٠١؛ ومعجم الشعراء ص ٤٩٣؛ وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٢/ ٤٣٨؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٦٥؛ وهمع الهوامع ٢/ ٩).
اللغة: العزيز الشريف. القوي الماجد المكرم.
المعنى: إنهم قوم كرماء يتكلفون أكثر مما نفوسهم الكرم، فهم ينزلون الضيف أيام القحط منزلة سامية حتى يرحل عنهم وهو مختار لهذا الرحيل.