حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

القاعدة الثامنة

صفحة 548 - الجزء 3

  و «رُبَّ رَجُل وَأخيه» {إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ}⁣[الشعراء: ٤]، ولا يجوز: كل سخلتها، ولا أي جارها، ولا رُبَّ أخيه، ولا يجوز «إنْ يَقُم زيد قام عمرو» في الأصح، إلا في الشعر كقوله [من البسيط]:

  ٩٣٢ - إِنْ يَسْمَعُوا سُبَّةٌ طَارُوا بِهَا فَرَحاً ... عَنِّي، وَمَا يَسْمَعُوا مِنْ صَالِحٍ دَفَنُوا

  إذ لا تضاف «كل» و «أيّ» إلى معرفة مفردة، كما أن اسم التفضيل كذلك، ولا


  عليه تسليط، أي على جارها مع أن أي: لا يضاف لمعرفة مفردة وأجيب بأنه يغتفر في الثاني ما لا يغتفر في الأول. قوله: (وأخيه) عطف على رجل ويغتفر في الثاني لأن رب لا تجر إلا نكرة لا معرفة قوله: (تنزل عليهم) جواب الشرط وقوله: فظلت تابع له. قوله: (ولا يجوز أن يقم الخ) الأوضح ولا يجوز أن نشأ فظلت لأنه الواقع في الآية إلا أنه تجانب الآية. قوله: (في الأصح) هذا مذهب الجمهور وقال الفراء: لا يختص بالشعر بل يقع في النثر واختاره ابن مالك مستدلاً عليه بحديث من يقم ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه قوله: (ان يسمعوا سبة) السبة: هي ما يسب فاعلها وقبله كما في الحماسة:

  صم إذا سمعوا خيراً ذكرت به ... وإن ذكرت بشر عندهم أذنُوا

  جهلاً علينا وجبنا من عدوهم ... بئست الخلتان الجهل والجبن

  أي: جمعوا جهلاً على القريب وجبناً من العدو قوله: (إذ لا تضاف الخ) علة لقوله ولا يجوز كل سخلتها الخ، وقوله إذ لا تضاف كل وأي الخ هذا مسلم في أي، وأما كل فغير مسلم لأن كلا تضاف للمعرفة فتكون لاستغراق الأجزاء نحو كل زيد حسن أي كل جزء حسن، ويجاب بأن المراد لا تضاف للمعرفة فتكون لاستغراق الأفراد كما هنا وهذا لا ينافي أن المراد منها الاستغراق الأجزاء تضاف للمعرفة والحاصل أنه إذا أريد منها استغراق الأجزاء أضيفت لمعرفة وإن أريد استغراق الأفراد فإنها تضاف لنكرة ولا تضاف لمعرفة، فإذا قلت أكلت كل رغيف لزيد كانت لعموم الأفراد، وإن قلت أكلت كل رغيف زيد كانت لعموم أجزاء فرد واحد قوله: (كما ان اسم التفضيل) هذا تنظير وقوله كذلك أي لا يجوز إضافته لمعرفة مفردة فلا يجوز زيد أفضل عمرو.


٩٣٢ - التخريج: البيت لقعنب بن أم صاحب في (سمط اللآلي ص ٣٦٢؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٦٥؛ ولسان العرب ٤/ ٤٣٤ (شور)، ٨/ ٣٧٨ (هيع)، ١٣/ ١٠ (أذن)؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص ٢٠٣؛ وشرح الأشموني ٣/ ٥٨٥؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ١٤٥٠ والمحتسب ١/ ٢٠٦).

اللغة: السبة: الشتيمة. طاروا بها فرحاً أذاعوها. دفنوا: أخفوا.

المعنى: ياللقوم اللئام، إذا سمعوا عني ناقصة نشروها في الملأ، أما إذا سمعوا ما يمجدني، فيطوونه.