حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

القاعدة التاسعة

صفحة 550 - الجزء 3

  بهما الفعل الناقص من معموله نحو «كانَ فِي الدَّارِ - أَوْ عِنْدَكَ - زَيْدٌ جَالسا»، وفعل التعجب من المتعجب منه نحو «ما أَحْسَنَ فِي الْهَيْجَاءِ لِقَاءَ زَيْدِ، وَمَا أَثْبَتَ عِنْدَ الحَرْبِ زيداً»، وبين الحرف الناسخ ومنسوخه نحو قوله [من الطويل]:

  ٩٣٤ - فَلَا تَلْحَنِي فِيهَا فَإِنَّ بِحُبِّهَا ... أَخَاكَ مُصَابُ الْقَلْبُ جَمَّ بَلابِلُه

  وبين الاستفهام والقول الجاري مجرى الظن كقوله [من البسيط]:

  ٩٣٥ - أبَعْدَ بُعْدِ تَقُولُ الدَّارَ جَامِعَةً ... [شَمْلِي بِهِمْ أَمَ تَقُولُ الْبُعْدَ مَحْتُومَا]


  ابن السراج والفارسي ومن تبعهما الفصل بغيرهما إذا اتصل بعامله نحو كان طعامك يأكل زيد ولا يجوز كان طعامك زيد يأكل، وأجاز الكوفيون الفصل بغيرهما مطلقاً تمسكاً بقوله:

  قنافذ هداجون حول بيوتهم ... بما كان إياهم. طية عودا

  وخرج على الضرورة أو إضمار ضمير الشأن في الفعل الناقص، وحينئذ فليس ذلك الغير فاصلاً بين الفعل الناقص ومعموله مما تمسكوا به أيضاً:

  وليس كل النوى تلقي المساكين

  قال الدماميني ولو صح ما قالوا لقيل تلقون فوجب أن كان شأنية وفيه أن ضمير الجماعة يصح فيه الأفراد والتأنيث نعم، ولو قيل يلقي بالتحتية كان ما قاله متجهاً. قوله: (أو عندك زيد جالساً) أي: فزيد اسمها وجالساً خبر وقد فصل بمعمول الخبر لأن الدار متعلق بجالساً قوله: (وبين الحرف الناسخ) أي: وفصلوا بهما بين الحرف الناسخ. قوله: (فلا تلحني الخ) هذا خطاب لمذكر أي لا تلح أنت إياي فالياء مفعول والنون للوقاية أي لا تلمني. قوله: (تقول الخ) أي: فالأصل أتقول الدار جامعة بَعد بُعد فقد فصل بين الهمزة الاستفهامية والقول وفيه أن الفصل بين القول والاستفهام ليس من خواصهما حتى يكون


٩٣٤ - التخريج: البيت بلا نسبة في (الأشباه والنظائر ٢/ ٢٣١؛ وخزانة الأدب ٨/ ٤٥٣، ٤٥٥؛ والدرر ٢/ ١٧٢؛ وشرح الأشموني ١/ ١٣٧؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٦٩؛ والكتاب ٢/ ١٣٣؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٣٠٩؛ والمقرب ١/ ١٠٨؛ وهمع الهوامع ١/ ١٣٥).

اللغة: لا تلحني: لا تلمني الجم الكثير البلابل: الوساوس والأحزان.

المعنى: يقول: لا تلمني في حبّ هذه المرأة التي ملكت قلبي واستولى عليّ حبّها، فإنني عاجز الابتعاد عنها، أو نسيانها.

٩٣٥ - التخريج: البيت بلا نسبة في (الأشباه والنظائر ٢/ ٢٣٢؛ وأوضح المسالك ٢/ ٧٧؛ وتخليص الشواهد ص ٤٥؛ والدرر ٢/ ٢٧٥؛ وشرح الأشموني ١/ ١٦٤؛ وشرح التصريح ١/ ٢٦٣؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٢٦٩؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٤٣٨؛ وهمع الهوامع ١/ ١٥٧).

اللغة والمعنى: الشمل: ما اجتمع من الأمر.

يقول: أتظن أن الدار ستجمع شملنا بعد أن تفرقنا، أم أن هذا الفراق أصبح أمراً محتوماً؟