حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

القاعدة العاشرة

صفحة 555 - الجزء 3

  فيمن نصب المزاج، فجعل المعرفة الخبر والنكرة الاسم، وتأوَّله الفارسي على أن انتصاب المزاج على الظرفية المجازية، والأولى رفع «المزاج» ونصب «العسل»؛ وقد رُوي كذلك أيضاً؛ فارتفاعُ «ماء» بتقدير: وخالَطَها ماء؛ ويروى برفعهن على إضمار الشأن؛ وأما قول ابن أسد إن كان زائدة فخطأ؛ لأنها لا تزاد بلفظ المضارع بقياس، ولا ضرورة تدعو إلى ذلك هنا، وقول رؤبة [من الرجز]:

  ٩٣٩ - وَمَهْمَهِ مُغْبَرَّةٍ أَرْجَاوُهُ ... كَأَنَّ لَوْنَ أَرْضِهِ سَمَاؤُهُ

  أي: كأن لون سمائه لغبرتها لون أرضه فعكس التَّشبيه مبالغة، وحذف المضاف، وقال آخر [من المتقارب]:

  ٩٤٠ - فَإِنْ أَنْتَ لاقيْتَ فِي نَجْدَةٍ ... فَلَا تَتَهَيِّبْكَ أَنْ تُقْدِمَا


  بخمر مزجت بعسل أو بطعم تفاح.

  قوله: (فجعل الخ) أي: فجعل المبتدأ الذي حقه التعريف نكرة وهو عسل وجعل الخبر الذي حقه التنكير معرفة فهذا دليل على القلب حيث خالف الأصل. قوله: (على الظرفية) أي: تكون في مزاجها قوله: (وقد روي) أي: البيت كذلك أي برفع المزاج ونصب العسل ورفع الماء، وقوله أيضاً أي كما روي بالعكس. قوله: (فارتفاع من) أي: هذه الرواية قوله: (ويروي برفعهن) أي: الثلاثة قوله: (وأما قول ابن أسد) أي: في توجيه رواية رفع الثلاثة قوله: (ولا ضرورة تدعو إلى ذلك) أي: إلى جعلها زائدة لصحة جعلها شأنية. قوله: (ومهمه الخ) المهمة المفازة والمغبرة المتلونة بلون الغبار وأرجاؤه نواحيه وأطرافه جمع رجا بالقصر وبعد البيت:

  وصيحت في ليلة أصداؤه ... داع دعا ما أدر ما دعاؤه

  قوله: (فعكس التشبيه) أي: لأنه عند الهجاء إنما تتغير السماء أي جهتها من الغبار الصاعد فيصير كالأرض. قوله: (مبالغة) يعني مبالغة في غبرة لون السماء حتى كأنه أصل في الغبرة، وقوله وحذف المضاف أي لسماء. قوله: (فإن أنت لاقيت الخ) النجدة تطلق


٩٣٩ - التخريج: الرجز لرؤبة في (ديوانه ص ٣؛ والأشباه والنظائر ٢/ ٢٩٦؛ وخزانة الأدب ٦/ ٤٥٨؛ وشرح التصريح ٢/ ٣٣٩؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٧١؛ ولسان العرب ١٥/ ٩٨ (عمى)؛ ومعاهد التنصيص ١/ ١٧٨؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٥٥٧؛ وبلا نسبة في أمالي المرتضى ١/ ٢١٦؛ والإنصاف ١/ ٣٧٧؛ وأوضح المسالك ٤/ ٣٤٢؛ وجواهر الأدب ص: ١٦٤؛ وسرّ صناعة الإعراب ٢/ ٦٣٦، ٦٣٧؛ وشرح المفصل ٢/ ١٨؛ والصاحبي في فقه اللغة ص ٢٠٢).

المعنى: يقول: ورب بلد اغبرت نواحيه حتى أصبح لون سمائه شبيه بلون أرضه.

٩٤٠ - التخريج: البيت للنمر بن تولب في (ديوانه ص ٣٧٨؛ والمقاصد النحوية ٤/ ١٥٢؛ وخزانة الأدب ١١/ ١٠٠؛ وبلا نسبة في المخصص ١٣/ ٢٦٤). =