· (أما) بالفتح والتخفيف
  ٨٥ - فَإِما أَنْ تَكُونَ أَخِي بِصِدْقٍ ... فأعْرِفَ مِنْكَ غَنّي مِنْ سَمِيني
  والأفاطر حْني واتخذني ... عَدُوا أَتَّقِيكَ وَتَتَّقِيني
  وقد يستغنى عن الأولى لفظاً كقوله [من المتقارب]:
  سَقَتْهُ الرَّوَاعِدُ مِنْ صَيْفِ
  البيت، وقد تقدم، وقوله [من الطويل]:
  ٨٦ - تُلِمُ بِدَارٍ قَدْ نَقَادَمَ عَهْدُهَا ... وَإِمَّا بِأَمْوَاتِ أَلَمْ خَيَالُهَا
  الحق إنه بضم الميم وفتح المثلثة وكسر القاف لقب شاعر من عبد شمس، وقال بذلك الشمني.
  قوله: (فأما أن تكون أخي بحق) يروى أيضاً بصدق. قوله: (فأعرف منك غثي من سميني) الغث الرديء والسمين الجيد قوله: (وإلا فاطرحني) أي: وإما أن تطرحني وتتخذني عدواً، وأن الأولى وصلتها في محل رفع بالابتداء وللخبر محذوف أي وإما أخوتك إلي حاصلة. قوله: (أتقيك وتتقيني) صفتان لعدو أو الأصل يتقيك وتتقيه ولكنه راعى المعنى فأتى بضمير المتكلم والمخاطب. قوله: (تلم) أي: تنزل وعهدها إما بمعنى أمرها الذي يعهد منها أو محلها الذي يتعاهد بالرجوع إليه بعد الذهاب عنه.
٨٥ - التخريج البيتان للمثقب العبدي في (ديوانه ص ٢١١ - ٢١٢؛ والأزهية ص ١٤٠ - ١٤١؛ وخزانة الأدب ٧/ ٤٨٩، ١١/ ٨٠؛ والدرر ٦/ ١٢٩؛ وشرح اختيارات المفضل ص ١٢٦٦ - ١٢٦٧؛ وشرح شواهد المغني ١/ ١٩٠، ١٩١؛ وله أو لسحيم بن وثيل في المقاصد النحوية ١/ ١٩٢، ٤/ ١٤٩؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص ٥٣٢؛ وجواهر الأدب ص ٤١٥؛ وشرح الأشموني ٢/ ٤٢٦؛ والمقرب ١/ ٢٣٢؛ وهمع الهوامع ٢/ ١٣٥).
اللغة: الغث: الرديء من كلّ شيء؛ والسمين ضده. اطرحني: أبعدني واتركني. أتقيك: أتجنبك وأحذرك.
المعنى: يبين المثقب لنا معنى الأصدقاء الحقيقيين، فإما أن تكون صديقي الحقيقي الذي يعرفني مساوئي وعيوبي فأتركها، ومحاسني ومكارمي فأزيد منها، وإما دعني وشأني، بل كن عدوّي الذي أحذره ويحذرني.
٨٦ - التخريج: البيت لذي الرمة في (ملحق ديوانه ص ١٩٠٢؛ وشرح شواهد المغني ١/ ١٩٣؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٦٤٢؛ والمقاصد النحوية ٤/ ١٥٠؛ وللفرزدق في ديوانه ٢/ ٧١؛ وشرح المفصل ٨/ ١٠٢؛ والمصنف ٣/ ١١٥؛ ولذي الرمة أو للفرزدق في خزانة الأدب ١١/ ٧٦، ٧٨؛ والدرر ٦/ ١٢٤؛ وبلا نسبة في الأزهية ص ١٤٢؛ والجنى الداني ص ٥٣٣؛ ورصف المباني ص ١٠٢؛ وشرح الأشموني ٢/ ٤٢٦؛ والمقرب ١/ ١٣٢؛ وهمع الهوامع ٢/ ١٣٥).
اللغة: تلم بدار: تنزل بها قليلاً تقادم عهدها بعد زمن معرفتها أو بنائها. ألم خيالها: طاف.
المعنى: فإما أن ينزل خيالي بدار الأحبة التي هجرت منذ زمن بعيد، وإما أن يستعرض أشخاصاً أحبهم قد ماتوا، فتبقى روحي حزينة منكسرة.