· (أما) بالفتح والتخفيف
  ٨٤ - قَدْ قِيلَ ذَلِكَ إِنْ حَقًّا وَإِنْ كَذباً ... [فَمَا اعْتِدَارُكَ مِنْ قَوْلٍ إِذا قِيلاً]؟
  وهذه المعاني لـ «أو» كما سيأتي، إلا أن «إمَّا» يُبْنَى الكلام معها من أول الأمر على ما جيء بها لأجله من شك وغيره، ولذلك وجب تكرارها في غير تدور، و «أو» يُفتتح الكلام معها على الجزم، ثم يطرأُ الشك أو غيره، ولهذا لم تتكرر.
  وقد يُستغنى عن «إما» الثانية بذكر ما يُغني عنها، نحو: «إمَّا أَنْ تَتَكَلَّم بخير وإلا فَاسْكُتْ» وقول المُثَقب العبدي [من الوافر]:
  المعنى إن كان شاكراً يثب، وإن كان كافراً عوقب وكان لا يحتاج في جواز حذفها إلى وجود فعل مفسر يقع بعدها بخلاف غيرها واغتفر حذفها بدون مفسر بعدها لكثرة دورها في الكلام قوله: (فهو) أي: حذف كان في الآية. قوله: (بمنزلة قوله) أي: قول حسان ابن ثابت. قوله: (إن حقا) أي إن كان حقاً وإن كان أي القول كذباً أي فقد حذف الفعل بلا مفسر وهو شائع قوله: (وهذه المعاني لأو) أي: ثابتة لأو. قوله: (إلا أن إما) أي: الثانية التي قيل إنها حرف عطف قوله: (إلا أن إما يبنى الكلام معها من أول الأمر على ما جيء بها لأجله) أي: من حيث إنها لأحد الشيئين، وإن كان شخص المعنى يتوقف على تمام الكلام مثلاً إذا قلت تزوج إما هنداً احتمل التخيير والإباحة، فإن قلت وإما أختها فالأول، وإن قلت وإما بنت فالثاني والمراد الأولية فيما سبق فيه الترديد كالحال في جاء زيد إما راكباً أو ماشياً.
  قوله: (تكرارها) أي: لأجل أن تكون واحدة أول الكلام تنبئ عن الغرض ابتداءً وواحدة مع المعادل. قوله: (واو يفتتح الكلام معها على الجزم الخ) فيه نظر إذ يجوز أن يكون المتكلم بقام زيداً وعمرو مثلاً قاطعاً بقيام زيد، ثم عرض له الشك في كون القيام حصل أو من عمرو فعطف بأو كما قال المصنف ويجوز أن يكون شاكاً إن لم يأت بحرف دال عليه كما تقول جاء القوم وأنت عازم من أول الأمر على الاستثناء يقر لك إلا زيداً، وقد يجاب بأن افتتاح الكلام معها على الجزم بحسب الصورة الظاهرة مع كونه في الواقع كذلك أو لا، ومعنى طرو الشك طرو الدال عليه لا أن يكون المتكلم بها لا بد أن يكون جازم ما ثم يشك تأمله اهـ. دماميني. قوله: (بذكر ما يغني عنها) أي: من كلام يقع موقعها مع المعطوف الذي تدخل عليه قوله: (وإلا فاسكت) أي: وإما أن تسكت. قوله: (المنقب) بفتح النون وكسر القاف المشددة والعبدي بفتح العين المهملة وسكون الموحدة وأظن إن هذه النسبة نسبة إلى عبد القيس اهـ. دماميني. ووهمه الجلال السيوطي وقال
٨ - التخريج: البيت للنعمان بن المنذر في الأغاني (١٥/ ٢٩٥؛ وأمالي المرتضى ١/ ١٩٣؛ وخزانة الأدب ٤/ ١٠، ٩/ ٥٥٢؛ والدرر ٢/ ٨٢؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ٣٥٢؛ وشرح شواهد المغني ١/ ١٨٨؛ والكتاب ١/ ٢٦٠؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٦٦؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني ١/ ١١٨؛ وشرح المفصل ٢/ ٩٧).