تنبيه - ليس من أقسام «إما»
  والثالث: التخيير، وهي الواقعة بعد الطلب، وقبل ما يمتنع فيه الجمع، نحو: «تَزَوَّجُ هِنْداً أَوْ أُخْتَهَا»، و «خُذ مِنْ مَالِي دِينَاراً أَوْ دِرْهما».
  فإن قلت: فقد مثل العلماء بآيتي الكفّارة والفدية للتخيير مع إمكان الجمع.
  قلت: لا يجوز الجمع بين الإطعام والكسوة والتحرير على أن الجميع الكفارة، ولا بين الصيام والصدقة والنسك على أنهنّ الفِدْية، بل تقع واحدة منهن كفَّارة أو فدْية، والباقي قربة مستقلة خارجة عن ذلك.
  والرابع: الإباحة، وهي الواقعة بعد الطلب وقبل ما يجوز فيه الجمع، نحو: «جالس العُلَماء أو الزهاد»، و «تعلم الفقة أو النحو». وإذا دخلت «لا» الناهية امتنع فعلُ الجميع، نحو: {وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا ٢٤}[الإنسان: ٢٤] إذ المعنى لا تطع
  الحق. قوله: (وسحقاً) أي: بعداً فهو مثل:
  وألفى قوله كذباً وميناً
  وآخر المصراع الأول القاف الساكنة من قوله ألفوا الحق والبيت من بحر الخفيف. قوله: (ما يمتنع فيه الجمع) أي ما قبله قوله: (تزوج هنداً أو أختها) أي: فالجمع بينهما ممنوع قوله: (خذ من مالي ديناراً أو درهما) أي: فالجمع بينهما ممتنع لأن عصمة المال تمنع من الإقدام على تناوله إلا بمقتضى وإنما اقتضت أو أحد الأمرين فلا يباح له أخذهما معاً إذ لا مقتضى له والمراد بالمنع ما يشمل العادي والشرعي؛ لأن الكلام في المعاني اللغوية. قوله: (بآيتي الكفار الخ) وهي قوله تعالى: {فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ}[المائدة: ٨٩] الخ، وقوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ}[البقرة: ١٩٦] الآية. قوله: (قربة) يحتمل إنه بالرفع خبر والباقي مبتدأ ومستقلة خارجة للقربة، ويحتمل النصب على الحال من الباقي بناءً على أنه معطوف على فاعل يقع، أي: ويقع الباقي قربة فينصب حينئذ مستقلة وخارجة فإن قلت إن التي للتخيير إنما تقع بعد طلب كما مر قلت لفظ الآيتين، وإن كان خبراً لكن المعنى على الطلب أي فليكفر وليفدِ اهـ. دماميني.
  قوله: (خارجة عن ذلك) أي: ليس الكلام في الجمع من هذه الحيثية فإنه ممكن، وإنما الكلام فيه بالاعتبار الأول وهو ممتثلنا عرفت قوله: (ما يجوز فيه الجمع) أي: ما قبلها. قوله: (جالس العلماء أو الزهال) إذ لا يمتنع مجالسة الفريقين. قوله: (وإذا دخلت لا الناهية) أي: على كلام فيه أو التي للإباحة قوله: (ولا تطع منهم آثماً أو كفوراً)
= دعاء بمعنى هلاكاً ودماراً، والسحق: التقطع، والتمزق.
المعنى: أدعو بالهلاك والدمار على أصحاب الباطل، أكانوا منا أم كانوا منكم، فإما نحن وإما أنتم قد اعتاد الحق وأكثر من فعله.