· (أتي) بفتح الهمزة وتشديد الياء
  بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ١٨٥}[الأعراف: ١٨٥]، وقد تخفّف كقوله [من الطويل]:
  ١١٦ - تَنَظَرْتُ نَصْراً والسَّماكيْنِ أَيْهُمَا ... عَلَيَّ مِنَ الغَيْثِ أَسْتَهَلَتْ مَوَاطِرُهُ
  (٣) وموصولاً، نحو: {لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ}[مريم: ٦٩] التقدير: لننزعن الذي هو أشد قاله سيبويه؛ وخالفه الكوفيون وجماعة من البصريين؛ لأنهم يرون أن «أيا» الموصولة معربة دائماً كالشرطية والاستفهامية، قال الزجاج: ما تبين لي أن سيبويه غلط إلا في موضعين هذا أحدهما، فإنه يُسَلّم أنها تعرب إذا أُفْرِدَتْ، فكيف يقول ببنائها إذا أُضيفت؟ وقال الجرمي: خرجتُ من البصرة فلم أسمع منذ فارقت
  (وقد تخفف) أي الاستفهامية قوله: (تنظرت) أي: انتظرت في مهلة ونصراً اسم رجل والسماكين اسم كوكبين وقوله: أيهما أي استفهامية والهاء مضاف إليه، وقوله: استهلت أي صبت وعلى متعلق به وقوله مواطره صفة لمحذوف أي سحائبه المواطر. قوله: (لننزعن) اللام موطئة للقسم أي والله للنزعن وننزعن فعل مضارع مبني على الفتح، وأي اسم موصول مبني على الضم في محل نصب وإنما بنيت لأنها مضافة وحذف صدر صلتها، وأما لو أضيفت وذكر صدر الصلة أو لم تضف حذف الصدر أو ذكر فهي معربة وبعضهم أعرب مطلقاً. قوله: (وجماعة من البصريين) أي: في خصوص أي التي في الآية لا في أصل الموصولة.
  قوله: (لأنهم يرون الخ) علة لخالفه. قوله: (معربة دائماً) أي: وفي الآية لو كانت موصولة لأعربت بالفتحة مع أنها مضمومة فهي استفهامية لا موصولة، وقوله دائماً أي أضيفت أو لا ذكر صدر صلتها أو لا. قوله: (كالشرطية والاستفهامية) أي: فإن الإعراب لا يفارقهما. قوله: (إذا أفردت) أي: قطعت عن الإضافة أي أنها معربة عند قطعها عن الإضافة لأنها غير مشبهة بالحرف قوله: (فكيف يقول الخ) أي: فإن الإضافة من خصائص الأسماء فيبعد شبهها بالحرف فكيف يقول ببنائها حينئذ في تلك الحالة، وأجاب سيبويه بأن أي لما خالفت أخواتها بحذف صدر صلتها خالفت أيضاً بالبناء عند الإضافة لأن التغيير يضم للتغيير فيأنسان واعترض بأن أخواتها تحذف صدر صلتها إذا استطيلت الجواب لأن أي يحذف صدر صلتها، وإن لم يستطل فهي مخالفة بهذا الاعتبار ويرد عليه
١١٦ - التخريج: البيت للفرزدق في (ديوانه ١/ ٢٨١؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٣٩٣؛ ولسان العرب ٤/ ٢٢٥ (حير)، ١٤/ ٥٦ (أيا)؛ والمحتسب ١/ ٤١، ١٠٨؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ١/ ٩٣، ٥/ ٦٥؛ والجنى الداني ص ٢٣٤؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٢٣٦).
اللغة: تنظرت وانتظرت: ترقبت متهملاً. السماكان: نجمان سماويان من منازل القمر. الغيث: المطر. استهلت: هطلت بشدّة.
المعنى: ترقبت خير، (نصر)، وخير النجمين فأيهما حلّت علي خيراته، كان ذلك عظيماً ومفيداً، ساوي بين ممدوحه (نصر) وبين مطر السماكين.