حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (أتي) بفتح الهمزة وتشديد الياء

صفحة 216 - الجزء 1

  وزعم الأخفش أن «أيا» لا تكون وضلة، وأن «أيا» هذه هي الموصولة حُذِف صَدْرُ صلتها وهو العائد، والمعنى: يا مَنْ هو الرجل، ورُدَّ بأنه ليس لنا عائد يجب حذفه، ولا موصول التزم كونُ صلته جملة اسمية، وله أن يجيب عنهما بأن «ما» في قولهم:

  «لا سيما زَيْد» بالرفع كذلك.

  وزاد قسماً، وهو: أن تكون نكرة موصوفة نحو: «مَرَرْتُ بأي معجب لك» كما يقال: بمَنْ مُعْجب لك، وهذا غير مسموع.

  ولا تكون «أي» غير مذكور معها مضاف إليه ألبتة إلا في النداء والحكاية، يُقال:


  وإن كان مشتقاً فصفة، وقيل إنه بيان مطلقاً. قوله: (وإن أياً هذه) أي: الواقعة بعد حرف النداء. قوله: (ورد) أي: قول الأخفش قوله: (بأنه ليس لنا الخ) أي: وعلى زعم الأخفش هو عائد واجب الحذف. قوله: (يجب حذفه) أي: والعائد على رأيه في يا أيها الرجل واجب الحذف لمناسبة التخفيف للمنادى. قوله: (ولا موصول الخ) أي: وعلى زعم الأخفش تصير الصلة جملة اسمية دائماً فقد خرج عن النظير في الأمرين. قوله: (وله أن يجيب عنهما) أي: عن وجهي الرد. قوله: (بأن ما الخ) أي: فما موصولة حذف عائدها وجوباً وصلته جملة اسمية وهذا معنى قوله كذلك، فهذا الجواب جواب بالمنع أي لا نسلم قولكم ليس لنا عائد الخ، بل لنا عائد حذف وجوباً والصلة جملة اسمية أي لأسى الذي هو زيد ولقائل أن يقول لا نسلم وجوب وصل ما الموصولة في قولهم لاسيما بالجملة الإسمية فقد نص في التسهيل على أنها قد توصل بظرف أو جملة فعلية فالأول كقوله:

  يسر الكريم الحمد لاسيما الذي ... شهادة من في خيره يتقلبُ

  والثاني كقوله:

  فق الناس في الخير لاسيما ... ينيلك من ذي الجلال الرضا

  اهـ دماميني. قوله: (وزاد) أي: الأخفش وقوله قسماً أي سادساً بالنظر لما قاله الجمهور من إنها خمسة، وعلى مذهبه فهو خامس لأنه أبطل كون أي وصلة. قوله: (مررت) بأي: أي مجرور بالباء ومعجب صفة أي مررت بشخص معجب. قوله: (بمن معجب) أي: بإنسان معجب لأن من للعاقل بخلاف أي قوله (وهذا) أي: القسم المزيد غير مسموع إذ المسموع أنها عند وصفها تكون معرفة عند الجمهور في يا أيها الرجل. قوله: (ولا تكون أي غير مذكور معها الخ) يعني أن أياً لا تستعمل مقطوعة عن الإضافة لفظاً ومعنى إلا في النداء والحكاية وقطعها في غير هذين البابين عن الإضافة إنما هو بحسب اللفظ المعني، وإليه أشار بقوله ألبتة أي لا يذكر المضاف إليه معها لا لفظاً ولا تقديراً وهو مفعول مطلق وعامله محذوف يدل عليه ما تقدم، والتقدير ثبت القول بترك المضاف إليه البتة أي بقطع القول بتركه القطعة المجزوم بها على كل حال بحيث لا يترك لفظاً وينوي تقديراً اهـ دماميني. قوله: (إلا في النداء) كقولك يا أيها الرجل فإن أي ليست مضافة لأن الهاء حرف تنبيه. قوله: (يقال