حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (أتي) بفتح الهمزة وتشديد الياء

صفحة 215 - الجزء 1

  ظاهر، ولا أعلمهم استعملوا «أيا» الموصولة مبتدأ، وسيأتي ذلك عن ثعلب.

  وزعم ابن الطراوة أن «أيَّا» مقطوعة عن الإضافة، فلذلك بنيت، وأن {أَيُّهُمْ أَشَدُّ}⁣[مريم: ٦٩] مبتدأ وخبر؛ وهذا باطل برسم الضمير متصلاً بـ «أي»، والإجماع على أنها إذا لم تُضَفْ كَانَتْ معربة.

  وزعم ثعلب أن «أيا» لا تكون موصولة أصلاً، وقال: لم يُسمع «أيهم هو فاضِل جاءني» بتقدير: الذي هو فاضل جاءَني.

  (٤) والرابع: أن تكون دالة على معنى الكمال، فتقع صفة للنكرة نحو: «زَيْدٌ رجل أيُّ رجُل»، أي: كامل في صفات الرجال، وحالاً للمعرفة، كـ «مررتُ بعبد الله أي رجل».

  (٥) والخامس: أن تكون وُضلَةً إلى نداء ما فيه «أل»، نحو: «يا أَيُّهَا الرجُلُ».


  قوله: (ولا أعلمهم الخ) إن كان مراد المصنف بهذا الرد على الزمخشري فيعترض عليه بأنه لم يقل إنها مبتدأ، وإن كان مراده بهذا حكم من أحكام أي فهذا لا يناسب؛ لأنه إدخال لأمر أجنبي بين أمور مناسبة لا تعلق له بها. قوله: (وسيأتي ذلك) أي: كون أي الموصولة لا تكون مبتدأ وأنت خبير بأن ما يأتي عن ثعلب زعم إنها لا تكون موصولة وإنه لم يسمع أيهم الخ أي لم يسمع إنها مبتدأ قوله: (إن أياً) أي في الآية.

  قوله: (برسم الضمير متصلاً) بأي في مصحف عثمان فدل على إنه ضمير جر أضيف إليه، أي ولو كان مبتدأ لكان ضمير رفع منفصلاً فلم ترسم أي متصلة به وفيه نظر لأنه سيأتي للمصنف أن هناك أشياء خارجة عن القياس في المصحف كما في ولا تحين فإنه رسم التاء متصلة بالحين مع إنها زائدة في لا. قوله: (لم يسمع) أي: من كلام العرب. قوله: (بتقدير الذي هو فاضل) أي: فهذا يدل على أنها ليست موصولة أصلاً ورد بأن عدم سماع ذلك إنما ينتج عدم كون الموصولة مبتدأ ولا ينتج نفي الموصولة من أصلها. قوله: (أي رجل) أي: حال كونه كاملاً في صفات الرجال فهما في تأويل مشتق فصح كونها نعتاً وحالاً. قوله: (أن تكون وصلة الخ) أي: يتوصل بها لندائه وذلك لأنهم منعوا الجمع بينأل وياء النداء في غير الجلالة والعلم المحكي عن جملة نحو الرجل قائم مسمى به وغير الضرورة لأن كلاً من أل وياء النداء أداة تعريف وهم يكرهون اجتماع أداتين لمؤدى واحد، فلما أراد نداء ما فيه أل أتى بأي ليكون منادى بحسب الظاهر وفي الحقيقة المنادى الرجل. قوله: (لنداء ما فيه أل) أي: ندائه في الحقيقة، وإن كان في الظاهر المنادى أي اهـ تقرير دردير قوله: (يا أيها الرجل) فأي: منادى والرجل صفة لأي، فإن قلت الرجل جامد فكيف يكون نعتاً وشرط النعت الاشتقاق قلت أنه مؤول بالمدعو أو بالمتصف بالرجولية فهو مشتق بحسب التأويل، وحقق لبعض أن مدخول أل إن كان جامداً فبيان،