حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

تنبيه - أضيفت «إذ» إلى الجملة الاسمية

صفحة 236 - الجزء 1

  ١٢٨ - نَهَيْتُكَ عَنْ طِلابِكَ أُمَّ عَمرو ... بِعَافِيةٍ، وَأَنْتَ إِذ صَحِيحُ

  فأجاب عن هذا بأن الأصل حينئذ، ثم حذف المضاف وبقي الجرّ كقراءة بعضهم: {وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ}⁣[الأنفال: ٦٧]، أي: ثواب الآخرة.

  ***

  تنبيه - أضيفت «إذ» إلى الجملة الاسمية، فاحتملت الظرفية والتعليلية في قول المتنبي [من الكامل]:

  ١٢٩ - أمِنَ ازْدِيَارَكِ في الدُّجَى الرُّقَبَاءُ ... إِذْ حَيْثُ كُنْتِ مِنَ الظَّلامِ ضِيَاءُ


  الجملة. قوله: (طلابك) أي: طلبك وبعافية حال من الكاف الأولى أو الثانية والمعنى حال كونك ملتبساً بعافية والإسمية المقرونة بالواو حالية من صاحب الحال الأولى وهي بمعناها. اهـ دماميني. قوله: (وأنت) مبتدأ وذا ظرف لصحيح أي إذ نهيتك وصحيح خبر. قوله: (إذ) أي: فإذ مبني ولو كان معرباً لنصبه، وقال إذاً لأنه ظرف لصحيح الواقع خبر عن أنت. قوله: (فأجاب الخ) لا يخفى أن هذا الجواب ضعيف لأنه مبني على تقدير أمر مستغنى عنه وهو الحين وعلى عدم إقامة المضاف إليه مقام المضاف المحذوف وهو شاذ اهـ دماميني. قوله: (وبقي الجر) أي: على حاله قبل الحذف قوله: (كقراءة بعضهم) أي: في الشواذ قوله: (أمن ازديارك) أي: زيارتك والدجا جمع دجية وهي الظلمة والرقيب وهو الحارس، واختار ذكر الضياء على النور لقوته وليشير أنها شمس والمعنى أن الرقباء أمنوا زيارتك في الظلام لأنك لو خرجت في الظلام لصيرت الظلام نوراً فيرونك وأنت تخافين من رؤيتهم فلا تخرجين فلما علم الرقباء أن الضياء حاصل في كل موضع حللت فيه علموا أنك لا تزورين العاشقين في الدجا خوفاً منهم فصاروا آمنين من زيارتك


١٢٨ - التخريج: البيت لأبي ذؤيب الهذلي في (خزانة الأدب ٦/ ٥٣٩، ٥٤٣، ٥٤٤؛ وشرح أشعار الهذليين ١/ ١٧١؛ وشرح شواهد المغني ص ٢٦٠؛ ولسان العرب ٣/ ٤٧٦ (أذذ)، ١١/ ٣٦٣ (شلل)، ١٥/ ٤٦٢ (أذ)؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٤/ ٣٠١؛ وتذكرة النحاة ص ٣٧٩؛ والجني الداني ص ١٨٧، ٤٩٠؛ وجواهر الأدب ص ١٣٨؛ والخصائص ٢/ ٣٧٦؛ ورصف المباني ص ٣٤٧؛ وسرّ صناعة الإعراب ص ٥٠٤، ٥٠٥؛ وشرح المفصل ٣/ ٢٩، ٩/ ٣١؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٦١).

اللغة: بعافية: عندما كنت معافي.

المعنى: لقد حذرتك من هوى أم عمرو عندما كنت معافى سليماً، وها أنت الآن تقاسي ما كنت قد حذرتك منه وأنت. صحيح القلب.

١٢٩ - التخريج: (ديوانه ١/ ١٤٠).

اللغة: الازديار: أبلغ من الزيارة الدجى الظلام الرقباء: الوشاة والعذال.

المعنى: حيثما تظهرين يحلّ الضياء، ويتبدد الظلام، لذا أمن الوشاة والعذال أنك لن تزوري أحداً في الظلام.