حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (إذا) على وجهين

صفحة 244 - الجزء 1

  فإِنْ تَوَالَى ضَمِيرانِ اكْتَسَى بِهِمَا ... وَجْهُ الحَقِيقَةِ مِنْ إِشكالِهِ غَمَمَا

  لِذَاكَ أَعْيَتْ على الأَنْهَام مَسألة ... أَهْدَتْ إِلى سِيبَوَيْهِ الْحَتْفَ وَالْعُمَمَا

  قَدْ كَانَتِ الْعَقربُ العَوْجَاءُ أَحْسَبُهَا ... قدماً أشَدَّ مِنَ الزِّنْبُورِ وَقَعَ حُما

  وفي الجوابِ عَلَيْها هَلْ «إِذَا هُوَ هِي» ... أَوْ هَلْ «إِذَا هُوَ إِيَّاهَا» قَدِ اخْتَصَمَا

  وخطًا أَبْنُ زِيَادٍ وَابْنُ حَمْزَةَ، في ... ما قَالَ فِيها، أبا بِشَرِ، وَقَدْ ظَلَما

  وَغَاظَ عَمراً عَلِيُّ فِي حُكومَتِهِ ... يَا لَيْتَهُ لم يكن في أمْرِهِ حَكما

  كغَيْظِ عَمْرِو عليا في حكومته، ... يَا لَيْتَهُ لم يكن في أمره حكما


  للسببية أي بسبب إرادة الحال. قوله: (بعد إذا) أي: الواقع بعدها المبتدأ. قوله: (وبعدما رفعوا) في بعض النسخ وربما رفعوا من بعدها ربما والمعنى أنهم قد ينصبون ما بعد إذا قليلاً ويرفعون كثيراً، فتكون ربما الأولى للتقليل والثانية للتكثير. قوله: (بعدها) أي: على الابتداء قوله: (وجه الحقيقة) المراد بالحقيقة المراد من اللفظ والغمم بفتح الغين المعجمة والميم سيلان الشعر حتى تضيق الجبهة والقفا وشبه وجه المراد بالشيء المحتجب تحت الساتر استعارة بالكناية وإثبات السار له، وهو الغمم استعارة تخييلية واكتسى ترشيح. قوله: (لذاك) أي: للاكتساء المذكور قوله: (أعيت) أي: صعبت غمة والحتف الموت والغمم جمع. وهي الكربة واستعار الإهداء الذي هو إتحاف بما يقتضي سرور المهدي إليه لما هو ضد ذلك على سبيل التمليح، ولا يخفى أن بين قافيتي هذين البيتين الجناس المحرف اهـ دماميني قوله: (وقع حما) أي: سم أي في وقع سمها أي وقوعه بالإنسان. قوله: (حما) بضم الحاء جمع حمة كتبة وهي السم.

  قوله: (وفي الجواب) متعلق باختصم بالبناء للمجهول ونائب الفاعل ضمير مصدر اختصم أي وقع الخصام أو بالبناء للفاعل أي سيبويه والكسائي فالألف فاعل. قوله: (وفي الجواب) متعلق باختصم وعليها متعلق بالجواب وعلى بمعنى عن قوله: (وقد ظلما) أي: قد ظلم سيبويه أو بالبناء للفاعل أي قد ظلماه. قوله: (في حكومته) أي: سؤال العرب. قوله: (يا ليته) أي: عليا الكسائي لم يكن حكماً في أمر مر لما فيه من قتل سيبويه. قوله: (كغيظ عمرو) أي: كغيظ عمرو بن العاص علي بن أبي طالب. قوله: (يا ليته) أي: عمرو بن العاص وحاصل القصة أن عثمان لما قتل ارتجت الصحابة فبادر علي للمبايعة على الخلافة؛ لأنه الواجب عليه لأنه كان أعلمهم في ذاك الوقت؛ ولأن المبادرة في الخلافة تدفع الفتن وامتنع معاوية من المبايعة وطلب الأخذ بالثأر أولاً فحصل نزاع وهرج بين الصحابة واتفقوا على أن علياً ومعاوية يقيمان وكيلين وكل ما حكما به يرضونه فوكل علي أبا موسى الأشعري ومعاوية عمرو بن العاص فاتفقا على عزل علي ومعاوية ويتخلف غيرهما ثم إن عمراً عقد الخلافة لمعاوية وكان غائباً فاغتاظ علي، وصار يعض على أصابعه وكان يقول أعطي ويطاع معاوية، وإنما تكلم عمرو بن العاص في ذلك لكون معاوية قريب عثمان.