· (إذا) على وجهين
  مُضَمنة معنى الشرط، وتختص بالدخول على الجملة الفعلية، عكس الفُجَائِيَّة. وقد اجتمعا في قوله تعالى: {ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ ٢٥}[الروم: ٢٥]، وقوله تعالى: {فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ٤٨}[الروم: ٤٨]. ويكون الفعل بعدها ماضياً كثيراً، ومضارعاً دون ذلك، وقد اجتمعا في قول أبي ذؤيب [من الكامل]:
  ١٣٠ - وَالنَّفْسُ رَاغِبَةً إِذا رَغْبتَها ... وإذا تُرَدُّ إلى قلِيل تَقْنَعُ
  وإنّما دخلَتِ الشرطية على الاسم في نحو: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ١}[الانشقاق: ١] لأنه فاعل بفعل محذوف على شريطة التفسير، لا مبتدأ خلافاً للأخفش، وأما قوله [من الطويل]:
  وهو أن الزمن لا ظرف له أو نقول ظرفاً للحدث الواقع في المستقبل.
  قوله: (معنى الشرط) الإضافة بيانية وهو تعلق مضمون الجواب على حصول مضمون الشرط. قوله: (وقد اجتمعتا) أي: الفجائية والشرطية قوله: (ثم إذا دعاكم) إذا اسم شرط خافض لشرطه لإضافته إليه منصوب بجوابه ودعاكم فعل الشرط والكاف مفعول والفاعل محذوف ودعوة مفعول مطلق وقوله: إذا أنتم إذا فجائية جملة أنتم تخرجون جواب الشرط. قوله: (ويكون الفعل بعدها) أي: بعد الشرطية لا الفجائية. قوله: (دون ذلك) يحتمل أنه قليل ويحتمل أن قوله كثيراً أي جداً والمضارع دون ذلك أي كثير لا جداً ولذا لم يقل قليلاً. قوله: (وقد اجتمعا) أي: دخولها على الماضي والمضارع. قوله: (إذا رغبتها) دخلت هنا على ماض وقوله وإذا ترد دخلت على مضارع. قوله: (إذا السماء انشقت) جواب إذا محذوف إما لدلالة على أنه شيء لا يحيط به الوصف أو لتذهب نفس السامع كل مذهب ممكن، أو محذوف لدلالة فملاقيه عليه أي إذا انشقت السماء لاقي الإنسان كدحه أي جزاء كدحه أي جهده في الخير وسعيه في العمل إن خيراً فخير وإن شراً فشر.
  قوله: (بفعل محذوف) أي: فالأصل إذا انشقت السماء ثم حذف الفعل الرافع للفاعل المدلول عليه بالمفسر الواقع بعده قوله: (لا مبتدأ) ظاهره أن الأخفش يقول يتعين دخولها على المبتدأ وليس كذلك بل هو مجوز لذلك بشرط أن يقع بعده فعل كما أجاز دخولها على الفعل، وأما من يقول بدخولها على الفعل فيقول بتعيين ذلك.
١٣٠ - التخريج: البيت لأبي ذؤيب في (الدرر ٣/ ١٠٢؛ وشرح اختيارات المفضل ص ١٦٩٣؛ وشرح أشعار الهذليين ١/ ٧؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٢٦٢؛ وبلا نسبة في همع الهوامع ١/ ٢٠٦).
المعنى: للنفس رغباتها غير المنتهية، ولكنها تقنع بالقليل إن عوّدها صاحبها عليه، بمعنى ضبطها وحدد لها.