الحادي عشر: التبعيض
  ١٤٧ - أَرَبِّ يَبولُ الثُّعْلبان برَأْسِهِ
  بدليل تمامه:
  لَقَدْ هَانَ مَنْ بَالَتْ عَلَيْهِ الثَّعَالِبُ
  الحادي عشر: التبعيض، أثْبَتَ ذلك الأصمعي والفارسي والقُتَبي وابن مالك، قيل: والكوفيون، وجعلوا منه: {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ}[الإنسان: ٦]، وقوله [من الطويل]:
  ١٤٨ - شَرِبْنَ بِمَاءِ الْبَحْرِ ثُم ترفعَتْ ... مَتَى لُجَجِ خُضْرٍ لَهُنَّ نَئِيجُ
  قوله: (أرب الخ) الهمزة للإنكار والباء في برأسه بمعنى على والثعلبان بفتح الثاء واللام تثنية ثعلب، وقيل: بضم الثاء واللام وضم النون ذكر الثعالب وهذا هو الذي صححه الحافظ بن ناصر وهذا البيت لرجل يقال له غاوي بن ظالم من ثعلبة كان سادناً على صنم لهم وكان يأتي بالخبز والزبد له ويضعه على رأسه لعله يأكل، فبينما هم ذات يوم إذ أقبل عليهم ثعلبان فرفع رجله بعد أن أكل الخبز والزبد وبال على رأسه، ثم إن غاوياً كسر الصنم وأنشد البيت وأتى النبي عليه الصلاة والسلام فقال له: ما اسمك فقال: غاوي بن ظالم، فقال النبي اسمك راشد بن عبد الله اهـ. دماميني. قوله: (بدليل تمامه) أي: فإنه عدي فيه الفعل بعلى وقوله: لقد هان أي وهو قوله لقد الخ وفي نسخة لقد ذل. قوله: (والقتبي) بقاف مضمومة وتاء مفتوحة وبعدها باء موحدة فياء نسب. قوله: (عيناً يشرب بها) أي: منها عباد الله أي المقربون قوله: (وقوله) بالنصب عطفاً على عيناً. قوله: (شرين بماء البحر) أي: من ماء البحر وقوله متى لجج أي من لجج بدل من ماء
١٤٧ - التخريج: البيت من الطويل، وهو للعباس بن مرداس في (ملحق ديوانه ص ١٥١؛ وللعباس أو لغاوي بن ظالم السلمي، أو لأبي ذر الغفاري في لسان العرب ١/ ٢٣٧ (ثعلب)؛ ولراشد بن عبد ربه في الدرر ٤/ ١٠٤؛ وشرح شواهد المغني ص ٣١٧؛ وبلا نسبة في أدب الكاتب ص ١٠٣، ٢٩٠؛ وجمهرة اللغة ص ١١٨١؛ وهمع الهوامع ٢/ ٢٢).
المعنى: هل يعقل أن يكون ربا، هذا الصنم الذي تبول الثعالب على رأسه.
١٤٨ - التخريج: البيت لأبي ذؤيب الهذلي في (الأزهية ص ٢٠١؛ والأشباه والنظائر ٤/ ٢٨٧؛ وجواهر الأدب ص ٩٩؛ وخزانة الأدب ٧/ ٩٧ - ٩٩؛ والخصائص ٢/ ٨٥؛ والدرر ٤/ ١٧٩؛ وسرّ صناعة الإعراب ص ١٣٥، ٤٢٤؛ وشرح أشعار الهذليين ١/ ١٢٩؛ وشرح شواهد المغني ص ٢١٨؛ ولسان العرب ١/ ٤٨٧ (شرب)، ٥/ ١٦٢ (مخر)، ١٥/ ٤٧٤ (متى)؛ والمحتسب ٢/ ١١٤؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٢٤٩؛ وبلا نسبة في أدب الكاتب ص ٥١٥؛ والأزهية ص ٢٨٤؛ وأوضح المسالك ٣/ ٦؛ والجني ص ٤٣، ٥٠٥؛ وجواهر الأدب ص ٤٧، ٣٧٨؛ ورصف المباني ص ١٥١؛ وشرح الأشموني ص ٢٨٤؛ وشرح ابن عقيل ص ٣٥٢؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٢٦٨؛ والصاحبي في فقه اللغة. اللغة: ص ١٧٥؛ وهمع الهوامع ٢/ ٣٤).
اللغة: شربن بماء البحر: شرين ماء البحر. ترفعت تصاعدت. اللجج: ج اللجة، وهي معظم الماء نئيج: صوت مرتفع.
المعنى: يدعو الشاعر لامرأة بالسقيا بماء سُحب شربت من ماء البحر بصوت مرتفع، وتصاعدت =