الثاني عشر: القسم
  بيت الكتاب [من الكامل]:
  ١٥٠ - كنواحٍ رِيشِ حَمَامَةٍ نَجْدِيَّةٍ ... وَمَسَحْتِ بِاللَّئَتَيْنِ عَصْفَ الإِثْمِدِ
  يقول: إن لِثَاتِك تضربُ إلى سُمْرة، فكأنَّك مسحتها بمَسْحُوق الإثمد؛ فقلب معمولي «مَسَحَ»، وقيل في «شربن»: إنه ضُمن معنى «رَوِينَ»، ويصح ذلك في: {يَشْرَبُ بِهَا}[الإنسان ٦] ونحوه؛ وقال الزمخشري في {يَشْرَبُ بِهَا}: المعنى: يشرب بها الخمر كما تقول: «شربتُ الماء بالعسل».
  الثاني عشر: القسم، وهو أصل أخرُفِهِ؛ ولذلك خُصَّتْ بجواز ذكر الفعل معه، نحو: «أقْسِمُ باللَّهِ لَتَفْعَلَنَّ»، ودخولها على الضمير نحو: «بكَ لأفعَلنَّ» واستعمالها في
  أي: فحصل قلب بنقل الباء التي كانت داخلة على المزيل إلى المزال عنه وحذف المفعول الآخر. قوله: (ونظيره) أي: في القلب فقط. قوله: (كنواح) جمع ناحية حذفت باؤه ضرورة وهي مقدم الجناح شبه به الخصر للدقة في الاستدارة. قوله: (يقول) أي: الشاعر أي مراد ذلك الشاعر أن الخ. قوله: (إن لثاتك) أي: لحم أسنانك أيتها المرأة تضرب إلى سمرة وهو وصف محمود عند العرب والأثمد هو حجر الكحل. قوله: (فقلب معمولي مسح) حيث أدخل الباء على اللثتين وهما الممسوحتان ولم يدخلها على عصف الأثمد وهو الممسوح به قوله: (إنه ضمن معنى روين) أي: فالباء للاستعانة لكن مع التضمين، وأما القول الذي قبله فيقول هي للإلصاق بدون تضمين قوله: (ويصح ذلك في يشرب بها) أي: فالمعنى حينئذ يروي بها عباد الله بناءً على أن الري لا يستلزم مقارنة عطش فإن شرب أهل الجنة للتلذذ إذ لا ألم فيها قوله: (ونحوه) أي: كما في شرب زيد بالماء أي روى به. قوله: (كما تقول شربت الماء بالعسل) أي: فالباء فيه للإلصاق أو للمصاحبة، وإن جعلته متعلقاً بقوله ممزوجاً فهي للاستعانة أي حال كونه ممزوجاً بالعسل فهي متعلقة بحال محذوفة. قوله: (وهو) أي: الباء أصل أحرفه الخ. قوله: (بجواز ذكر الفعل معها) بخلاف غيرها فلا نقول أقسم تالله ولا أقسم والله. قوله: (ودخولها على الضمير) بخلاف غيرها وحروف القسم فإنما تجر الظاهر. قوله: (نحو بك) أي: بخلاف التاء والواو فلا
١٥٠ - التخريج: البيت لخفاف بن ندبة في (ديوانه ص ٥١٤؛ والإنصاف ٢/ ٥٤٦؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٣٢٤؛ والكتاب ١/ ٢٧؛ ولسان العرب ٥/ ٣١٦؛ (تيز)، ١٥/ ٤٢٠ (يدي)؛ وبلا نسبة في سرّ صناعة الإعراب ٢/ ٧٧٢؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ٤١٦؛ وشرح المفصل ٣/ ١٤٠؛ والمنصف ٢/ ٢٢٩).
اللغة: النواحي: الأطراف النجدية: التي تنتسب إلى نجد (موضع بالحجاز). عصف الإثمد: مسحوق حجر الإثمد، يستخدم للكحل.
المعنى: إن فمها رقيق كأطراف ريش الحمام النجدي، وشفتيها وما تحتهما ضارب إلى السمرة كأنها قد مسحتهما بمسحوق حجر الإثمد.