الثالث عشر: الغاية
  مُعَدِّيَة مثلها في «امْرُرْ بِزَيدِ».
  والغالبة في فاعل «كَفَى»، نحو: {كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا}[الرعد: ٤٣]؛ وقال الزجاج: دخلت لتضمّن «كَفَى» معنى: اكْتَفِ، وهو من الحسن بمكان، ويُصححه قولهم: «اتَّقَى اللَّهَ امْرُؤٌ فَعَلَ خيْراً يُثَبْ عَلَيْهِ»، أي: ليتَّقِ ولْيَفْعَلْ، بدليل جزم «يُثَبْ»؛ ويوجبه قولهم: «كفى بهندِ» بترك التاء، فإن احتج بالفاصل فهو مجوز لا موجب، بدليل: {وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ}[الأنعام: ٥٩]، {وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ}[فصلت: ٤٧]؛
  بالحسن فإنه أهل لذلك لما اشتمل عليه من المحاسن قوله: (معدية) أي: للإلصاق فقد أطلق التعدية في مقابلة الزيادة وليس مراده بها النقل قوله: (معدية) أي لا زائدة كما يقول هؤلاء الجماعة.
  قوله: (في فاعل كفى) المراد كفى التي هي بمعنى حسب التي هي فعل قاصر وسيأتي محترز هذا في قول المصنف ولا تزاد الباء في كفى الخ. قوله: (قال الزجاج) أي: وكفى على كلامه فعل ماض بمعنى الأمر وفاعله مستتر تقديره أنت وبزيد متعلق بكفى والباء للتعدية وليس بزائدة، وقول الزجاج المذكور قول ثالث في المسألة. قوله: (وهو من الحسن الخ) من بيانية مشوبة بتبعيض أي وهو في مكان عظيم بعض الحسن. قوله: (ويصححه) أي: كون الماضي بمعنى الأمر. قوله: (بدليل الخ) أي: فلولا أن ما سبق عليه بمعنى الأمر لم يكن لجزمه وجه كما أنك لو قلت مخبراً قام زيد لم يجز أن تقول أكرمه بالجزم على أنه جواب وتقول ليقم زيد أكرمه بالجزم. قوله: (ويوجبه) أي: يوجب قول الزجاج أي يرجع المصير إليه فالمصنف مختار لكلام الزجاج من أن كفى مضمن معنى اكتف.
  قوله: (كفى بهند) أي: فكفى فعل ماض بمعنى الأمر وفاعله مستتر والباء للتعدية فصح ترك التاء، ولو كان الفاعل هند والفعل ليس بمعنى الأمر لكان الواجب كفت بالتاء فترك التاء دليل على أنه ضمن كفى اكتف، وأن الفاعل ضمير لا أنه عندكما هو مذهب الجمهور. قوله: (بترك التاء) أي: لتضمنه معنى الأمر فكما لا تلحق التاء الأمر لا تلحق ما بمعناه. قوله: (فإن احتج بالفاصل الخ) هذا رد على قوله ويوجبه الخ وحاصل الرد أنه إنما ترك التاء في كفى مع كون هند هو الفاعل للفصل بالباء، وقد قال ابن مالك وقد يبيح الفصل ترك التاء أصلاً فقوله فإن احتج أي فإن قيل في رد قولنا ويوجبه الخ أن التاء تركت للفاصل أي لوجوده فنقول في جوابه إن الفاصل يجوز ترك التاء لا أنه يوجبه ولم نرهم يصرحون بالتاء فيه أصلاً.
  قوله: (فإن احتج) أي: لترك الإتيان بعلامة التأنيث قوله: (بدليل الخ) هذا دليل على أن الفاصل مجوز ترك التاء أي بدليل أنه أنت قوله تسقط وتخرج مع وجود الفاصل وهو من الزائدة، ولو كان الفاصل يوجب لقيل يسقط ويخرج بالياء.