خطبة المؤلف
  والثالث: إعراب الواضحات، كالمبتدأ وخبره، والفاعل ونائبه، والجار والمجرور، والعاطف والمعطوف، وأكْثَرُ الناس استقصاء لذلك الحُوفي.
  وقد تجنَّبتُ هذين الأمرين وأتيتُ مكانهما بما يتبصَّر به الناظر، ويتمرن به الخاطر، من إيراد النظائر القرآنية، والشواهد الشعرية، وبعض ما اتفق في المجالس النحوية.
  ولما تم هذا التصنيف على الوجه الذي قصدته، وتيسر فيه من لطائف المعارف ما أردته واعتمدتُه، سَمَّيْتُه بـ «مُغني اللبيب عن كتب الأعاريب» وخطابي به لمن ابتدأ في تعلم الإعراب، ولمن استمسك منه بأوثق الأسباب.
  ومن الله تعالى أستمد الصواب، والتوفيق إلى ما يُحْظيني لديه بجزيل الثواب، وإياه أسأل أن يعصم القلم من الخطأ والخطل، والفَهم من الزيغ والزلل؛ إنه أكرم مسؤول، وأعظم مأمول.
  ***
  به فائدة في الغرض. قوله: (والثالث) أي: من الأمور المتقدمة، قال الدماميني: وانظر لم أتى بالموصوف في الأول وحذف العاطف، وهنا أتى به، وحذف الموصوف. قوله: (إعراب الواضحات)، مراده بالإعراب إجراء المركبات على القواعد سواء كانت المفردات معربة كالفاعل أو مبنية كالعاطف اهـ تقرير دردير قوله: (الحوفي) بفتح الحاء نسبة للحوف ناحية من أعمال مصر في قطر بلبيس وبلدة تسمى شبرى النخلة. قوله: (ويتمرن) أي: يتعود قوله: (في المجالس) أي: وهي المسماة بالمذاكرة. قوله: (ما أردته) أي: قصدته. قوله: (واعتمدته) أي قويته قوله: (في تعلم الإعراب) أي: النحو وقوله: استمسك منه أي من الإعراب ويقوله بأوثق الأسباب أي القواعد؛ لأنها أسباب في الوصول إلى غيرها قوله: (أستمد الصواب) أي: أطلب المد أي الإمداد والصواب خلاف الخطأ وقوله يحظيني أي يخطيني ذا خطوة ومنزلة عنده. قوله: (بجزيل الثواب) أي: بالثواب الجزيل العظيم وهو متعلق بيحظيني.