· (بل) حرف إضراب،
  إذ التقدير: بل رُبّ بلدِ موصوف بهذا الوصف قَطَعتهُ. ووهم بعضهم فزعم أنها تستعمل جارّة.
  وإن تلاها مفرد فهي عاطفة؛ ثم إن تقدَّمها أمرٌ أو إيجاب كـ «اضرب زَيْداً بل عمراً» و «قامَ زيد بل عمرو»، فهي تجعلُ ما قبلها كالمسكوت عنه، فلا يُحكم عليه بشيء، وإثبات الحكم لما بعدها، وإن تقدّمها نفي أو نهي فهي لتقرير ما قبلها على حالته، وجعل ضدّه لما بعده، نحو: «ما قام زيد بل عمرو» و «لا يَقُم زيد بل عمرو»، وأجاز المبرّد وعبد الوارث أن تكون ناقلة معنى النفي والنهي إلى ما بعدها، وعلى
  و «القاموس» وفي «الكشاف» الطريق الواسع ولم يقيده بكونه بين الجبلين والقتم بفتح القاف والتاء المثناة الفوقية الغبار. قوله: (قطعته) خبر المبتدأ وهو مجرور رب لأنها حرف جر شبيه بالزائد وبلد مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه لزائد قوله: (ووهم بعضهم) إنما كان وهماً لأن ابن مالك وابن عصفور حكيا الاتفاق على الجر بعد بل برب محذوفة لا بها وكذلك الاتفاق بعد الفاء كما حكاه الرضى، وأما بعد الواو ففيه خلاف قيل أن الجر بالواو وقيل برب. قوله: (وإن تلاها مفرد) مقابل لقوله فإن تلاها جملة قوله: (فهي تجعل ما قبلها) أي: تفيد أن ما قبلها. قوله: (وإثبات الحكم) أي: وتجعل إثبات الحكم بمعنى ثبوته وقوله الحكم أي المحكوم به أي وتجعل ثبوت المحكوم به على وجه الإخبار أو الطلب لما بعدها. قوله: (على حالته) أي: من نفي أو نهي، وقوله وجعل ضده أي من إثابت أوامر قوله نحو ما قام زيد بل عمرو أي فالقيام منفي عن زيد ومثبت لعمرو في الأول ومنهي عن صدوره من زيد ومأمور بصدروه من عمرو الثاني. قوله: (ولا يقم زيد بل عمرو) فعمرو في المثال الأول مخير بثبوت القيام له، وفي المثال الثاني مأمور بقيامه وهذا الذي قاله ظاهر كلام ابن الحاجب وابن مالك، وظاهر كلام الأندلسي معنى الإضراب جعل الحكم الأول موجباً. كان أو غير موجب كالمسكوت عنه، ففي قولك ما جاءني زيد بل عمرو فأدت بل إن الحكم على زيد بعدم المجيء كالمسكوت عنه يحتمل أن. يصح فيكون غير جاء، ويحتمل لا يحصل فيكون قد جاء كما كان الأمر كذلك مع الإيجاب اهـ دماميني. قوله: (أن تكون ناقلة معنى النفي الخ) أي: كما أجاز أجعل ضد ما قبلها لما بعدها بدليل قوله وعلى قولهما الخ. قوله: (والنهي إلى ما بعدها) أي: مع جعل الأول كالمسكوت عنه. قوله:
ص ٥٢٩؛ ورصف المباني ١٥٦؛ وشرح الأشموني ٢/ ٢٩٩؛ وشرح ابن عقيل ص ٣٧٣؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٢٧٣؛ وشرح المفصل ٨/ ١٠٥؛ وهمع الهوامع ٢/ ٣٦.
اللغة والمعنى: الفجاج: ج الفج، وهو الطريق الواسعة بين جبلين. القتم: الغبار. الجهرم: البساط.
يقول: رب بلد يملأ الغبار طرقه، لا يشتري منه كتان ولا بسط.