· (بند) ويقال: مند، بالميم،
  بعد النفي كما مَرَّ في صدر الكتاب، وفي الموضع بَحْثٌ أوسع من هذا في باب النون.
  · (بند) ويقال: مَندَ، بالميم، وهو اسم ملازم للإضافة إلى «أنَّ» وصِلَتِها وله معنيان:
  أحدهما: غير، إلا أنه لا يقع مرفوعاً ولا مجروراً، بل منصوباً، ولا يقع صفةً ولا استثناء متصلاً، وإنما يُستثنى به في الانقطاع خاصة، ومنه الحديث: «نَحْنُ الآخرون السابقون، بَيْدَ أنهم أوتُوا الكتاب من قبلنا». وفي مُسند الشافعي ¥: «بائد أنهم»؛ وفي الصحاح «بَيْدَ بمعنى غير، يقال: إنه كثير المال بيد أنه بخيل» اهـ؛ وفي المحكم أن هذا المثال حكاه ابن السكيت، وأن بعضهم فسرها فيه بمعنى «على»، وأن تفسيرها بـ «غير» أعلى.
  قوله: (بما بعد النفي) أي: لا بما بعد الهمزة وإلا فلا يصح لأنه يلزم عليه أنهم يقرون بأنه ليس رباً لهم. (بيد). قوله: (اسم) فيه إن دعوى الإسمية والإضافة لا دليل عليها ولو قيل إنه حرف استثناء كالاً لم يبعد كما اختاره ابن مالك في إعراب فيشكلان النجارى، وأما استعماله متلواً بأن وصلتها فهو المشهور فإن ابن مالك وقد استعملت على خلاف ذلك فوقع في بعض طرق الحديث نحن الآخرون والسابقون بيد كل أمة أوتوا الكتاب من قبلنا وخرجه على أن الأصل بيد إن كل أمة فحذفت إن وبطل عملها وأضيفت بيد إلى المبتدأ والخبر اللذين كانا معمولين لأن قال وهذا الحذف في أن نادر ولكنه غير مستبعد بالقياس على حذف إن فإنهما أخوان في المصدرية وشبيهان في اللفظ. قوله: (غير) أي: بمعنى غير وقوله إلا إنه لا يقع مرفوعاً ولا مجروراً كما تقع غير كذلك. قوله: (منصوباً) أي: على الاستثناء قوله: (ولا يقع صفة الخ) أي: بخلاف غير تقول وجاء قوم غير زيد والقوم قاموا غير زيد قوله: (ولا استثناء متصلاً) أي: ولا تقع أداة استثناء متصل وإلا فالاستثناء هو الإخراج ولا معنى لكون بيد إخراجاً. قوله: (نحن الآخرون) بكسر الخاء أي المتأخرون في الوجود زماناً في الدنيا قوله السابقون أي منزلة وكرامة يوم القيامة من القضاء لنا قبل الخلائق وفي دخول الجنة. قوله: (بيد إنهم) أي: اليهود والنصارى. قوله: (بائد إنهم الخ) هو بألف بعد الباء وهمزة بعد الألف لأنها في مسند الإمام الشافعي بدل بيد وبائد على وزن سائد قوله: (بائد) أي: على صيغة اسم الفاعل كما يقال في كان كائن ولا ينافي ذلك الحرفية إذ ليس كل ما كان على زنة فاعل يكون اسماً. قوله: (الصحاح) بفتح الصاد على إنه اسم مفرد بمعنى الصحيح يقال صححه الله فهو صحيح وصحاح بالفتح والجاري على ألسنة كثيرين كسر الصاد على إنه على جمع صحيح وبعضهم ينكره بالنسبة إلى تسمية هذا الكتاب. قوله (ابن السكيت) بكسر السين والكاف وتشديدهما.
  قوله: (إن بعضهم فسرها فيه بمعنى على) إن أراد بمعنى على الاستعلاء كما المتبادر