· (بله) على ثلاثة أوجه:
  وإنكار أبي علي أن يرتفع ما بعدها مردود بحكاية أبي الحسن وقطرب له، وإذا قيل: «بَلْه الزيدين، أو المسلمين، أو أحْمَد، أو الهندات» احتملت المصدرية واسم الفعل.
  ومن الغريب أن في البخاري في تفسير «ألم» السجدة: يقول الله تعالى: أَعْدَدْتُ لعبادي الصالحين ما لا عَيْنٌ رَأتْ، ولا أذُنٌ سَمِعَتْ، ولا خطر على قلب بشر ذُخراً مِنْ بَله ما أطلعتم عليه.
  واستعملت معربة مجرورة بـ «مِنْ» خارجة عن المعاني الثلاثة، وفسرها بعضُهم بـ «غير»، وهو ظاهر، وبهذا يتقوَّى مَنْ يعدها في ألفاظ الاستثناء.
  مالك. قوله: (مردود بحكاية أبي الحسن) أي: والمثبت مقدم على النافي. قوله: (بله الزيدين) أي: بكسر النون على أنه مثنى وقوله والمسلمين أي بفتحها على أنه جمع. قوله: (احتملت المصدرية) أي: فتكون الياء والفتحة والكسرة علامة لجر الاسم الذي أضيف إليه المصدر. قوله: (واسم الفعل) أي: فتكون تلك العلامات لنصب المفعول باسم الفعل وهذا ظاهر. قوله: (ذخراً) مصدر ذخرت الشيء اتخذته وهو منصوب على المصدر أي ذخرت لهم ذخراً أي اتخذت لهم ذلك الذي أعددته لهم من غير ما أطلعتم عليه قوله: (فاستعملت معربة مجرورة بمن) قال الدماميني هذا الحديث روي بفتح بله وجرها وكلاهما أما رواية الجر فقد وجهها المصنف، وأما النصب قبله عليه بمعنى كيف التي يقصد بها الاستبعاد وما مصدرية وهي مع صلتها مبتدأ، ومن بله خبر والضمير في عليه عائد على الذخر أي كيف ومن وأين إطلاعكم على هذا الذخر الذي أعددته لعبادي الصالحين الذي لا تحيط به العقول ودخول من على بله بمعنى كيف حكاه الرضي عن أبي زيد يقال فلان لا يحمل الفهر فمن بله أن يأتي بالصخرة أي كيف ومن أين هذا. قوله: (وفسرها بعضهم بغير) قال الشمني ويجوز على رواية الجن أنها مصدر بمعنى الترك ومن للتعليل أي من أجل تركهم ما أطلعتم عليه من المعاصي وحينئذ فلا تخرج عما سبق. قوله: (وبهذا يتقوى) وجه التقوي أنها وردت بمعنى غير وهي ترد للاستثناء. قوله: (وبهذا يتقوى من بعدها الخ) أي: وهم الكوفيون والبغداديون.
= للشمس. هاماتها رؤوسها بله: اسم فعل بمعنى «دع».
يقول: إن سيوفنا تقطع الرؤوس وتذروها على الأرض، فدع الأكف لأنها بالقطع أولى.