حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

التاء المفردة

صفحة 313 - الجزء 1

حرف التاء

  التاء المفردة - مُحرَّكة في أوائل الأسماء، ومحرَّكة في أواخرها، ومحرّكة في أواخر الأفعال، ومسكنة في أواخرها.

  فالمحرّكة في أوائل الأسماء حرف جرّ معناه القَسَم، وتختص بالتعجب، وباسم الله تعالى، وربما قالوا: «تَرَبِّي»، و «تَرَبِّ الْكَعْبَةِ»، و «تَالرَّحْمنِ». قال الزمخشري في: {وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ}⁣[الأنبياء: ٥٧]: الباء أصل حروف القسم، والواو بدل منها، والتاء بدل من الواو، وفيها زيادة معنى التعجب، كأنه تعجب من تسهيل الكَيْدِ على يَدِهِ وتأتيه مع عُتُو نمروذ وقهره. اهـ.

  والمحرَّكة في أَوَاخِرِها حرفُ خطاب نحو: «أَنْتَ» و «أنْتِ».


حرف التاء

  قوله: (التاء المفردة) أي: على أربعة أقسام. قوله: (معناه القسم) فيه نظر إذ معناه كون مجروره مقسماً به لا أن الحلف نفس معناها كذا قال الدماميني وهو عجيب منه فإنا نراهم يقولون على معناها الاستعلاء مثلاً، ولا يقولون كون مجرورها مستعلى عليه وهما متلازمان نعم في كون الكلي معنى الحرف أو متعلق معناه، ومعنى الحرف جزئي خلاف بسط في محله. قوله: (وتختص بالتعجب) الباء داخلة على المقصور عليه لا المقصور؛ لأن التعجب يوجد بدونها ومعنى اختصاصها بذلك أن المقسم عليه يجب أن يكون نادر الوقوع وعلم ذلك بالاستقراء والنادر محل للتعجب. قوله: (بالتعجب) أي: أن المقسم عليه بها لا بد أن يكون غريباً. قوله: (وباسم الله) الإضافة بيانية. قوله: (وربما قالوا الخ) أي: أنهم قد يدخلون التاء على الرب مضافاً للكعبة أو لياء المتكلم. قوله: (أصل أحرف القسم) قد مر وجهه في الباء المفردة ووجه كون الواو مبدلة من الباء اتحادها مع الباء مخرجاً وهو الشفتان ومعنى لأن الإلصاق قريب من الجمع الذي هي له، ووجه كون التاء مبدلة من الواو ما بينها من المجانسة بدليل تراث في وراث اهـ دماميني. والظاهر أن المراد بالبدل العوض والفرع لا البدل الإصطلاحي أي البدل المنقلب وذلك لأن الواو مفتوحة والباء مكسورة وشأن البدل اتخاذه مع المبدل منه حركة إن أن يقال فتحت أو لأن العرب لا يبتدئ بواو مكسورة قوله: (أصل أحرف القسم) أي: لدخولها على الضمير الذي يرد الأشياء لأصولها كما سبق ولمجيئها للقسم الاستعطافي ولذكر فعل القسم معها. قوله: (والمحركة في أواخرها) أي: الأسماء حرف خطاب الخ، هذا بناء على مذهب أن الجمهور من أن الضمير أن وذهب الفراء إلى أن الضمير هو المجموع فالتاء على هذا بعض