· (ثم) ويقال فيها: «فم»، كقولهم في «جدث»: «جدف»
حرف الثاء
  · (ثُمَّ) ويقال فيها: «فُم»، كقولهم في «جَدَثِ»: «جَدَفٌ» - حرف عطف يقتضي ثلاثة أمور: التشريك في الحكم والترتيب والمُهْلة، وفي كل منها خلاف.
  فأما التشريك فزعم الأخفش والكوفيون أنه قد يتخلَّفُ، وذلك بأن تقع زائدة، فلا تكون عاطفة ألبتة، وحَمَلُوا على ذلك قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ}[التوبة: ١١٨] وقول زهير [من الطويل]:
  ١٧٣ - أَرَاني إِذَا أَصْبَحْتُ أَصْبَحْتُ ذَا هَوَى ... فَثُمْ إِذَا أَمْسَيْتُ أَمْسَيْتُ غَادِيَا
حرف الثاء
  قوله: (كقولهم في جدث الخ) الجدث هو القبر أي وقولهم في الثوم وهو النبات الكريهة الرائحة فوم قوله: (تقتضي) بالتاء والياء. قوله: (التشريك في الحكم) أي: فليست لمجرد الإتباع في اللفظ، ثم التشريك في الجمل التي لا محل لها باعتبار مجرد الحصول والتحقق. قوله: (والترتيب) هو كون ما بعدها متأخراً في الحصول وعما قبلها والمراد بالمهملة التراخي أي تراخي ما بعدها عما قبلها، والمهملة بضم الميم وفتحها. قوله: (والمهملة) أي: وهذا أصل وضعها. قوله: (قد يتخلف) ظاهره مع كونها عاطفة. قوله: (فلا تكون عاطفة) أي: وحينئذٍ فالخلاف في وقوعها زائدة غير عاطفة لا في اقتضائها التشريك مع كونها عاطفة، فالعبارة غير محررة في ظاهرها تدافع. قوله: (بما رحبت) الباء للمعية وما مصدرية أي مع رحبها وسعتها وقوله: وضاقت عليهم أنفسهم أي من فرط الوحشة والغم وظنوا أي علموا أن لا ملجأ من الله أي من سخط الله إلا إليه أي إلا بالرجوع إليه بالندم والاستغفار، ثم تاب عليهم أي تاب عليهم فثم زائدة؛ لأن تاب عليهم هو الجواب لإذا. قوله: (أراني الخ) يقول أصبح ذا هوى وأمسى تاركاً له متجاوزاً عنه يقال: وغدا فلان الأمر تجاوزه وتركه فثم زائدة والمعنى فإذا أمسيت. قوله: (أراني إذا أصبحت) أي: دخلت في الصباح. قوله: (غادياً) بالغين المعجمة أي ذاهباً، وفي نسخة
١٧٣ - التخريج: البيت لزهير بن أبي سلمى في (الأشباه والنظائر ١/ ١١١؛ وخزانة الأدب ٨/ ٤٩٠، ٤٩٢؛ والدرر ٦/ ٨٩؛ ورصف المباني ص ٢٧٥؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٢٨٢، ٢٨٤؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٦٥٤؛ وشرح المفصل ٨/ ٩٦؛ وبلا نسبة في سرّ صناعة الإعراب ١/ ٢٦٤؛ وشرح الأشموني ٢/ ٤١٨؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٣٥٨؛ وهمع الهوامع ٢/ ١٣١).
اللغة: ذو هوى صاحب عشق عاشق. الغادي: السائر في الصباح. =