أحدها: أن تكون فعلا متعديا متصرفا
حرف الحاء المهملة
· (حاشا) على ثلاثة أوجه:
  أحدها: أن تكون فعلاً متعدّياً متصرفاً؛ تقول: «حاشَيْتُه» بمعنى استثنيته، ومنه الحديث أنه عليه الصلاة والسلام قال: «أُسامَةُ أَحَبُّ النَّاسِ إِليَّ ما حاشى فاطمة»، ما: نافية، والمعنى أنه عليه الصلاة والسلام لم يستثن فاطمة. وتوهم ابن مالك أنَّها «ما» المصدرية، و «حاشا» الاستثنائية، بناء على أنه من كلامه عليه الصلاة والسلام، فاستدل به على أنه قد يقال: «قامَ القَوْمُ ما حَاشا زَيْداً»، كما قال [من الوافر]:
  ١٨٣ - رَأَيْتُ النَّاسَ، مَا حَاشَا قُرَيْشاً ... فَإِنَّا نَحْنُ أَفْضَلُهُمْ فَعَالا
  ويرده أنَّ في معجم الطبراني: «ما حاشا فاطمة ولا غَيْرَها»، ودليل تصرُّفه قوله
حرف الحاء المهملة
  (حاشا). قوله: (متعدياً) أي: لمفعول وقوله متصرفاً أي يأتي منها المضارع والمصدر واسم الفاعل واسم المفعول تقول أحاشيه وأنا محاش ومحاشي والمحاشاة. قوله: (ما حاشى فاطمة) حاشى فعل ماض وفاطمة مفعوله قوله: (ما نافية الخ) هذا بناء على أن قوله ما حاشى فاطمة من كلام الراوي. قوله: (على أنه) أي: ما حاشى فاطمة من كلامه فيكون استثنى فاطمة. قوله: (فاستدل) أي: ابن مالك أي ما تدخل على حاشى كما تدخل على خلا وعدا بإتفاق والمشهور أنها لا تدخل على حاشي، وإن الحديث محمول على أن حاشى فعل وما نافية، وأما البيت فمحمول على الندور قوله: (رأيت الناس الخ) المفعول الثاني محذوف أي دوننا وهو الجملة الاسمية والفاء زائدة على مذهب الأخفش في مثل زيد فقائم وقوله ما حاشى قريشاً أي إلا قريشاً. قوله: (فعالاً) بفتح الفاء أي الكرم وبالكسر جمع فعل. قوله: (ويرده) أي: يرد ما توهمه ابن مالك. من أن ما مصدرية ووجه الرد أن قوله ولا غيرها يدل على أنها فيه بدليل الإتيان بلا المؤكدة للنفي، ولو كانت مصدرية لم يصح الإتيان بلا في المعطوف ويمكن أن يجاب بأن قوله ولا غيرها معمول لمحذوف أي ولا استثنى غيرها، وإن قوله ما حاشى الخ من كلام النبي اهـ تقرير دردير. قوله: (تصرفه) أي: أخذ المضارع منه في قوله ولا أحاشي قوله: (تصرفه) أي: تصرف حاشى المحكوم بفعليته.
١٨٣ - التخريج: البيت للأخطل في (خزانة الأدب ٣/ ٣٨٧؛ والدرر ٣/ ١٨٠؛ وشرح التصريح ١/ ٣٦٥؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٣٦٨؛ والمقاصد النحوية ٣/ ١٣٦؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص ٥٦٥؛ وشرح الأشموني ١/ ٢٣٩؛ وهمع الهوامع ١/ ٢٣٣).