حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

أحدها: أن تكون حرفا جازا بمنزلة «إلى» في المعنى والعمل

صفحة 336 - الجزء 1

  ضميراً حاضراً كما في البيت، فلا يعودُ على ما تقدم، وأنه قد يكون ضميراً غائباً عائداً على ما تقدم غير الكل، كقولك: «زَيْد ضَرَبْتُ القَوْمَ حَتَّاهُ»؛ وقيل: العلة خشية التباسها بالعاطفة، ويردّه أنها لو دخلت عليه لقيل في العاطفة: «قاموا حتى أنتَ، وأكرمتهم حتى إياك» بالفصل، لأنَّ الضمير لا يتصل إلا بعامله، وفي الخافضة «حتّاك» بالوصل كما في البيت، وحينئذ فلا التباس. ونظيره أنهم يقولون في توكيد الضمير المنصوب «رأيْتُكَ أَنْتَ»، وفي البدل منه «رأَيْتُكَ إِيَّاكَ»، فلم يحصل لبس. وقيل: لو دخلت عليه قلبت ألِفُها ياء كما في «إلي»، وهي فرع عن «إلى»؛ فلا تحتمل ذلك. والشرط الثاني خاص بالمسبوق بذي أجزاء، وهو أن يكون المجرور آخراً نحو: «أَكَلْتُ السَّمَكة حتَّى رَأْسِها»، أو ملاقياً لآخر جزء، نحو: {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ٥}⁣[القدر: ٥].


  حتى هي بالضمير لامراد منه الرأس لم يمكن عوده على السمكة وهو باطل لأن الضمير يجب عوده على كل ما قبله، وقوله: ضمير البعض أي أو في حكم البعض. قوله: (إنه قد يكون الخ) على إنا لا نسلم أن مجرورها بعضاً أو كالبعض دائماً. قوله: (حتاه) أي: زيداً وليس الضمير عائداً على الكل قوله: (خشية التباسها الخ) أي: إن العاطفة تدخل على الضمير فلو كانت الجارة تدخل عليه لحصل لبس وحاصل الرد أن ضمير العاطفة منفصل، ولو فرض دخول على الضمير لكان متصلاً فلا التباس. قوله: (إنها) أي: حتى لو دخلت عليه أي الضمير قوله: (بالفصل) أي: بالضمير المنفصل. قوله: (لأن الضمير لا يتصل إلا بعامله) أي: وحتى العاطفة غير عاملة كالواو. قوله: (فلا التباس) أي: لاختلاف اللفظين قوله: (ونظيره) أي: في عدم الالتباس قوله: (رأيتك أنت) أي: فقد أكدوا ضمير النصب بضمير الرفع وكان القياس أن يقال إياك فعدلوا عنه لأنت لدفع الإلباس بين البدل والتأكيد. قوله: (رأيتك أنت) أي: بالإتيان بضمير الرفع المنفصل وكان القياس أن يؤكد بالمنصوب المنفصل. قوله: (وفي البدل منه رأيتك إياك) أي: بالإتيان بضمير النصب المنفصل فلم يحصل لبس بين التوكيد والبدل من ضمير النصب، وهذا إنما هو على مذهب البصريين، وأما الكوفيون فيجعلون إياك في المثال الثاني من قبيل التوكيد اللفظي وهو ظاهر اهـ دماميني قوله: (وقيل) أي: في علة المنع لو دخلت أي حتى الجارة عليه أي الضمير الخ، واعترض بأنه من الجائز أن تجر الضمير بدون قلب ألفها ياء للفرعية المذكورة فجملة التعاليل ثلاثة والمصنف سلم الأخير. قوله: (قلبت ألفها ياء) أي: لأن القاعدة إن الحروف الجارة إذا كان آخرها ألفاً ودخلت على ضمير قلبت الألف ياء فتقول عليك وعليه فلو دخلت حتى على الضمير لقلبت ألفها ياء وهو ممنوع فيها لأنها ضعيفة بسبب الفرعية فلو قلبت ألفها للزم مساواة الفرع لأصله. قوله: (فلا تحتمل ذلك) أي: القلب لألفها. قوله: (أكلت السمكة حتى رأسها) أي: بالجر فالرأس هو جزؤها خير الأخير بحسب الخلقة الابتداء من ذنبها اهـ. دماميني. قوله: (حتى مطلع الفجر) فمطلع