· (حتى) حرف يأتي لأحد ثلاثة معان
  بتقدير: حتى حالتهم حينئذ أن الرسول والذين آمنوا معه يقولون كذا وكذا.
  واعلم أنه لا يرتفع الفعل بعد «حتى» إلا بثلاثة شروط: أحدها أن يكون حالاً أو مؤولاً بالحال كما مثلنا؛ والثاني أن يكون مسبباً عما قبلها، فلا يجوز: «سِرْتُ حتَّى تطلع الشمس»، ولا «ما سِرْتُ حتى أدخلها، وهَلْ سرت حتى تدخلها»، أما الأول فلأن طلوع الشمس لا يتسبب عن السير، وأما الثاني فلأن الدخول لا يتسبب عن عدم السير، وأما الثالث فلأن السبب لم يتحقق وجوده. ويجوز «أَيُّهُمْ سَارَ حَتَّى يَدْخُلُها»، و «متى سِرْتَ حَتَّى تَدْخُلُها» لأن السير محقق، وإنما الشك في عين الفاعل وفي عين الزمان، وأجاز الأخفش الرفع بعد النفي على أن يكون أصل الكلام إيجاباً ثم أدخلت
  والمناسب في الآية الغاية. قوله: (حتى حالتهم حينئذ) أي: حين إذ وقع الزلزال وكان المناسب حذفها لأن إذ للماضي ويقول حتى حالهم حين الزلزال أن الرسول الخ.
  قوله: (حتى حالتهم حينئذ) الأولى حتى حالتهم حين التكلم أن الرسول الخ لما علمت من حكاية الحال. قوله: (كما مثلنا) أي: للقسمين معاً فالحال الحقيقي كقولك في حال دخولك البلد سرت حتى أدخلها والمؤول بالحال كالآية وزلزلوا حتى يقول الرسول. قوله: (أن يكون مسبباً عما قبلها) بأن يكون مضمون ما قبلها مؤدياً إلى حصول مضمون ما بعدها سواء اتصل مضمون الأول بمضمون الثاني نحو سرت حتى أدخلها الآن أو لم يتصل نحو رأى زيد بالأمس مني شيئاً حتى لا أستطع أن أكلمه اليوم بشيء. قوله: (أن يكون مسبباً) إنما اشترط ذلك لأنه لما زال الاتصال اللفظي وهو تعلق الجار بالمجرور حال نصب الفعل اشترط الاتصال المعنوي وهو المسببية عما قبلها. قوله: (فلا يجوز سرت حتى تطلع الشمس) أي: إذا قلت ذلك حال الطلوع فعدم جواز الرفع ما قاله الشارح من أن الطلوع ليس مسبباً، وكذا لا يجوز النصب لأن الغرض أنه حال ولا يجوز النصب إلا في الاستقبال، وأما لو قلت ذلك قبل الطلوع ومرادك إلى أن تطلع تعين النصب وكذا لو قلته بعد الطلوع إذا أردت حكاية ما وقع المسماة بحكاية الحال ولا يجوز الرفع لفقدان شرطه اهـ تقرير دردير قوله: (أما الأول) أي: أما وجه امتناع المثال الأول. قوله: (لا يتسبب عن عدم المسير) أي: بل عنه. قوله: (فلأن السبب) أي: وهو السير. قوله: (لم يتحقق وجوده) أي: أنه غير محكوم بثبوته جزماً بل هو مشكوك فيه فكيف يمكن الحكم على الجزم بحصول مسببه وهو الدخول قوله: (لأن السير محقق) أي: محكوم بحصوله غير مستفهم عنه. قوله: (وإنما الشك في عين الفاعل) أي: للسير أي في قولهم أيهم سار أي أنه شاهد سيراً من أحد لكن لم يعلم شخص ذلك الأحد فالدخول إن كان حالياً تعين الرفع، وإن كان استقبالياً تعين النصب، وإن كان ماضياً جاز الوجهان. قوله: (وفي عين الزمان) أي: مع علم السير بالنظر لمتى. قوله: (وأجاز الأخفش الخ) أعلم أنه معترف بأن العرب لم تتكلم بذلك على ما نقله الرضى عنه فكأنه إنما أجاز ذلك بالقياس لا بالسماع