حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (حتى) حرف يأتي لأحد ثلاثة معان

صفحة 361 - الجزء 1

  ٢٠٢ - إِذَا رَيْدَةٌ مِنْ حَيْثُ مَا نَفَحَتْ لَهُ ... أَتَاهُ بِرَيَّاهَا خَلِيلٌ يُوَاصِلُهُ

  أي: إذا رَيْدَة نفحَتْ له من حيثُ هَبَّتْ، وذلك لأن «رَيْدَة» فاعل بمحذوف يُفسره «نَفَحَتْ»، فلو كان «نفحت» مضافاً إليه «حَيْثُ» لزم بطلان التفسير؛ إذ المضافُ إليه لا يعمل فيما قبل المضاف، وما لا يعملُ لا يفسّر عاملاً. قال أبو الفتح في كتاب التمام: ومَنْ أضاف «حيث» إلى المفرد أعربها، انتهى.

  ورأيت بخط الضابطين [من الرجز]:

  ٢٠٣ - أما تَرَى حَيْثُ سُهَيْل طَالِعَا ... نَجْماً يُضِيءُ كالشُهَابِ لاَمِعَا

  بفتح الثاء من «حيث» وخفض «سهيل»، و «حيث» بالضم و «سهيل» بالرفع، أي


  بأن تجعل أن ومعمولاها مؤولة بمصدر مبتدأ والخبر محذوف وحذف خبر المبتدأ بعد حيث ليس عزيزاً اهـ دماميني قوله: (ريدة) بالمثناة تحت وهي ريح لينة الهبوب وقوله ما نفحت ما زائدة ونفحت بمعنى فاحت.

  قوله: (من حيث هبت) أي: فحذفت الجملة وعوض عنها ما.

  قوله: (وذلك) أي: بيان كون حيث أضيفت إلى جملة محذوفة لأن الخ. قوله: (ومن أضاف حيث إلى المفرد الخ) فيه أن هذا مخصوص بباب الاشتغال سلمنا إنه عالم فيه وفي غيره فلم لا يجوز أن يكون فاعلاً لفعل دل عليه السياق أعني أتاه برياها فإنه يدل على الهبوب لا قوله نفحت بخصوصه المضاف إليه فليس ذلك من باب التفسير اهـ تقرير دردير قوله: (أعربها) أي: وإن أضيفت إلى الجملة فهي مبنية.

  قوله: (ورأيت بخط بعض الضابطين) أي: لهذا البيت قوله: (أما ترى) معمول الضابطين أي الذين ضبطوا هذا البيت. قوله: (بفتح ثاء) أي: مضبوطاً بفتح ثاء الخ أي على أنها منصوبة بترى لإضافتها إلى مفرد، ثم بعد ذلك ضبطوا بالرفع فلما غاير الضبطين


٢٠٢ - التخريج: البيت لأبي حية النميري في (خزانة الأدب ٦/ ٥٥٤، ٥٥٩؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٣٩٠؛ ولسان العرب ٣/ ١٩٢ (ريد)، ١١/ ٢١٩ (خلل)؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٣٨٦؛ وبلا نسبة في الدرر ٣/ ١٢٥؛ وهمع الهوامع ١/ ٢١٢).

اللغة: الريدة والريدانة: الريح الليّنة نفحت هبت الريا الرائحة الطيبة. الخليل: الصديق. يواصله: يديم وداده.

المعنى: إذا هبت ريح لينة من جهة ما أحسها تحمل له رائحة طيبة من صديقته التي تديم محبتها وودادها له.

٢٠٣ - التخريج: الرجز بلا نسبة في (خزانة الأدب ٧/ ٣؛ والدرر ٢/ ١٢٤؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٣٩٠؛ وشرح المفصل ٤/ ٩٠؛ وشرح ابن عقيل ص ٣٨٥؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٣٨٤؛ وهمع الهوامع ٢١٢/ ١).

اللغة والمعنى: سهيل نجم الشهاب: شعلة نار ساطعة.