حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (حتى) حرف يأتي لأحد ثلاثة معان

صفحة 362 - الجزء 1

  موجود، فحذف الخبر.

  وإذا اتصلت بها «ما» الكافة ضُمِّنَتْ معنى الشرط وجَزَمَتِ الفعلين كقوله [من الخفيف]:

  ٢٠٤ - حَيْثُمَا تَسْتَقِمْ يُقَدِّرْ لَكَ اللَّهُ ... نَجَاحاً في غابِر الأزمَانِ

  وهذا البيت دليل عندي على مجيئها للزمان.


  علم أنها في حالة الإضافة لمفرد تعرب وإلا لما عايروا به اندفع ما يقال يحتمل أن فتح الثاء بالبناء على الفتح لا على الإعراب اهـ: تقرير دردير قوله: (تفتح ثاء حيث وخفض سهيل) أي: فقد أعربت حيث لإضافتها لمفرد قال شارح اللباب وطالعاً مفعول ثان لترى أو حال من سهيل إن جعلت حيث صلة ويجوز أن يكون حيث باقياً على الظرفية وحذف مفعولا ترى نسيا كأنه قال إما تحدث الرؤية في مكان سهيل طالعاً اهـ قلت جعل الحال من المضاف إليه غير مرضي في مثل هذا كذا القول بزيادة حيث فالأولى أن يجعل الحال من ضمير يعود على سهيل حذف هو وعامله للدلالة عليه أي تراه طالعاً به، وكل هذا على رواية الجر، وأما على رواية الرفع فهو حال من الضمير في الخبر المقدر قوله: (وحيث بالضم) أي: ومضبوطاً حيث بالضم فهي ظرف لسهيل مبنية على الضم فهي مضافة لجملة وهي حينئذ مبنية. قوله: (وسهيل بالرفع) أي: مبتدأ وقوله أي موجود خبره قوله: (وحيثما تستقم الخ) من الخفيف والمناسب حذف الواو قبل حيث كما هو موجود في غير هذا الكتاب. قوله: (وحيثما تستقم) أي: يطلق على الزمان الماضي والتصريح بالأزمان يدل على أن حيث أريد بها الزمان. قوله: (نجاحاً). هو الظفر بالمقصود قوله: (دليل الخ) أي: لأن قوله في غابر الأزمان دليل على أن المعنى أي وقت تستقم يقدر لك الله سلامة في الأزمان المستقبلة والغابر يطلق على المستقبل كما هنا، وعلى الماضي ورده الشارح بأن قوله في غابر الأزمان لا يعين إن حيث ظرف زمان سواء علق بيقدر أو جعل متعلقاً بمحذوف صفة لنجاحاً لاحتمال أن المعنى أي مكان تستقم فيه يقدر لك الله في غابر الأزمان نجاحاً أو يقدر الله نجاحاً في غابر وأجاب الشمني بأن هذا المعنى بعيد ورد بأن الدليل إذا طرقه الاحتمال بطل به الاستدلال.


٢٠٤ - التخريج: البيت بلا نسبة في (تذكرة النحاة ص ٧٣٦؛ وخزانة الأدب ٧/ ٢٠؛ وشرح الأشموني ٣/ ٥١٠؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٣٩١؛ وشرح ابن عقيل ص ٥٨٣؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٣٦٥؛ وشرح قطر الندى ص ٨٩؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٤٢٦).

اللغة والمعنى: تستقم: تعتدل في تصرفك، أو تسر في طريق قويم. يقدر: يهيئ. غابر الأزمان: ماضي الأزمان، وهنا بمعنى «باقيها».

يقول: أينما كنت، إن أحسنت سلوكك، وسرت في طريق مستقيم، يهيئ لك الله الظفر في أعمالك، وبلوغ ما تبتغيه.