حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (رب) حرف جر،

صفحة 372 - الجزء 1

  ٢١٢ - بَلْ بَلَدِ ذِي صُعُدٍ وَآكَام

  وقوله [من الخفيف]:

  رَسْمِ دَارٍ وَقَفْتُ فِي طَلَلِهْ ... [كِدْتُ أَقْضِي الْحَيَاةَ مِنْ جَلَلِة]

  وبأنها زائدة في الإعراب دون المعنى؛ فمحل مجرورها في نحو: «ربَّ رجل صالح عندي» رفع على الابتدائية، وفي نحو: «رُبَّ رجل صالح لقيتُ» نصب على المفعولية، وفي نحو: «رُبَّ رَجُلٍ صَالِحٍ لقيتُهُ» رفع أو نصب، كما في قولك: «هذا لَقِيتُه» ويجوز مراعاة محله كثيراً وإن لم يجز نحو: «مَرَرْتُ بزيد وعمراً» إلا قليلاً، قال


  فهو يقول قد ألهيت مثل هاتين مع اشتغالهما بأنفسهما فما بالك بغيرهما. قوله: (ذي صعد) بالضم أي عقبات والأكمة التل المرتفع. قوله: (وبأنها زائدة) أي: زائدة بحسب الإعراب والزيادة بحسب الإعراب عدم الافتقار للمتعلق وفي المعنى عدم إفادة شيء فهي لا تفتقر لمتعلق وتفيد التقليل أو التكثير قوله: (وبأنها زائدة) عطف على قوله بوجوب تصديرها أي أنها تنفرد بزيادتها في الإعراب دون بقية حروف الجر، واعترض هذا بلعل فإنها تجر وهي زائدة لفظاً لا معنى لأن معناها الترجي وبلو لا الجارة للضمير فإنها زائدة لفظاً لا معنى؛ لأن معناها الامتناع على أن كلامه هذا صريح في أنها لا تتعلق أصلاً فهو مخالف لقوله سابقاً وعلته حذف معداها والجواب عن الأول أن المراد بقوله وتنفرد رب أي عن بقية حروف الجر المشهورة وهذا الجواب بناءً على أن المراد يدفع الإيراد والجواب عن الثاني إنا لا نفسر معداها بما تعلقت به بل نفسره بالفعل العامل في مجرورها، وعلى هذا فالفعل يتعدى للمجرور بنفسه أو يجاب بأن ما هنا على قول وما تقدم على قول والحق ما هنا.

  قوله: (رفع على الابتدائية) أي: وعندي خبر. قوله: (نصب على المفعولية) أي: للقيت وهو متأخر لئلا تخرج رب على الصدارة. قوله: (رفع) أي: على أن رجل مبتدأ ولقيته خبر. قوله: (أو نصب) أي: على أن رجل مفعول لمحذوف ويكون من باب الاشتغال والتقدير رب رجل لقيت لقيته فلا يقدر الفعل قبل رب لئلا تخرج رب عن الصدارة بخلاف مفسر عامل هذا في قوله هذا لقيته فإنه يجوز أن يقدر مقدماً. قوله: (وبجواز الخ) أي وتنفرد بجواز. قوله: (مراعاة محله) أي: محل مجرورها وإنما جاز


٢١٢ - التخريج: الرجز لرؤبة في (ديوانه ص ٦؛ وخزانة الأدب ١٠/ ٣٢، ٣٣؛ ولسان العرب ١/ ٥١٧ (صبب)؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني ٢/ ٢٩٩؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٤٠٣ وروايته في جميع هذه المصادر ما عدا شرح شواهد المغني «وأصباب» مكان «وآكام»، وهو من أرجوزة بائية).

اللغة: ذو صعد: صاحب مرتفعات، فالصعد: جمع صعود وهو المرتفع من الأرض. الآكام: جمع أكمة وهي ما ارتفع من الأرض أيضاً.

المعنى: إنه بلد تكثر فيه المرتفعات.