حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (رب) حرف جر،

صفحة 371 - الجزء 1

  ظاهراً، وإفراده، وتذكيره، وتمييزه بما يُطَابق المعنى إن كان ضميراً، وغَلَبة مُعَدَّاها، ومُضِيّه، وإعمالها محذوفةً بعد الفاء كثيراً، وبعد الواو أكثر، وبعد «بل» قليلاً، وبدونهنَّ أقل، كقوله [من الطويل]:

  ٢١١ - فمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ وَمُرْضِعِ ... [فَأَلْهَيْتُهَا عَنْ ذِي تَمَائمَ مُحْوِل]

  وقوله [من الطويل]:

  وأَبْيَضَ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ ... [ثِمَالُ الْيَتَامَى عِصْمَةُ للأَرَامِلِ]


  يرد اتفاقهم على جواز رب رجل وأخيه لأنهم يتسامحون في الثواني ويغتفرون في التوابع وندرت حكاية الأصمعي رب أبيه وأخيه ورواية بعضهم ربما الجامل بجر الجامل أو أن أل زائدة وهو ضرورة.

  قوله: (إفراده وتذكيره وتمييزه بما يطابق المعنى) تمييزه نحو ربه رجلاً وربه رجلين وربه رجالاً. وربه امرأة استغناء بتثنية تمييزه وجمعه وحكى الكوفيون مطابقة الضمير للتمييز نحو ربهما رجلين وربهم رجالاً وربها امرأة، حكوا ذلك نقلاً عن العرب وقال ابن عصفور إنهم حكوا ذلك قياساً وليس كما قال كذا في الجنى الداني اهـ دماميني، وهل هذا الضمير معرفة جرى مجرى النكرة أو نكرة قولان قوله: (معداها) المراد بمعداها ما تعلقت به من فعل وشبهه أي ما عدته رب فإذا قيل هل رأيت رجلاً عالماً فتقول ربه رجل عالم ولا تصرح برأيت هذا هو الغالب، ويجوز أن تقول رب رجل عالم رأيت خلافاً لمن قال لا يجوز إظهار العامل الذي تعديه إلا في الضرورة قوله: (بعد الفاء كثيراً) أي: بالنسبة لبل فلا ينافي أنه قليل في ذاته قوله: (فمثلك حبلى الخ) تمامه:

  فالهيتها عن ذي تمائم محول

  أي: الذي مضى عليه حول والتمائم الأوراق التي تعلق عليه لتقيه من العين. قوله: (قد طرقت) الطروق الإتيان ليلاً وخص الحبلى والمرضع لأنهن أزهد النساء في الرجال


٢١١ - التخريج البيت لامرئ القيس في (ديوانه ص ١٢؛ والأزهية ٢٤٤؛ والجنى الداني ص ٧٥؛ وجواهر الأدب ص ٦٣؛ وخزانة الأدب ١/ ٣٣٤؛ والدرر ٤/ ١٩٣؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ٤٥٠؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٤٠٢، ٤٦٣؛ والكتاب ٢/ ١٦٣؛ ولسان العرب ٨/ ١٢٦، ١٢٧ (رضع)، ١١/ ٥١١ (غيل)؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٣٣٦؛ وتاج العروس (غيل)؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك ٣/ ٧٣؛ ورصف المباني ص ٣٨٧؛ وشرح الأشموني ٢/ ٢٩٩؛ وشرح ابن عقيل ص ٣٧٢؛ وهمع الهوامع ٢/ ٣٦؛ وتاج العروس (باب الألف اللينة «الفاء»)).

اللغة والمعنى: طرقت جئت ليلاً. التمائم معاذات تعلّق على الصبي؛ وذو التمائم: كناية عن طفل المرأة. المحول: الصبي بعمر السنة. ويروى «مغيل»، وهو الطفل الرضيع وأمه حبلى. والشاعر يخاطب صاحبته مفتخراً بأنه صاحب مغامرات وأنّ النساء حتى المرضعات والحبالى منهن معجبات به.