حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (سي) من «لا سيما»

صفحة 383 - الجزء 1

  {أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ}⁣[القصص: ٢٨]، والرفع على أنه خبر لمضمر محذوف، و «ما» موصولة أو نكرة موصوفة بالجملة، والتقدير: ولا مثل الذي هو يوم، أو لا مثل شيء هو يوم، ويضعفه في نحو: «ولا سيما زيد» حذف العائد المرفوع مع عَدَمِ الطُّولِ، وإطلاق «ما» على مَنْ يعقل؛ وعلى الوجْهَيْنِ ففتحة «سي» إعراب؛ لأنه مضاف، والنَّصب على التمييز كما يقع التمييز بعد مثل في نحو: {وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ١٠٩}⁣[الكهف: ١٠٩]، و «ما»: كافة عن الإضافة، والفتحة بناءً مثلها في «لا رَجُل»، وأما انتصاب المعرفة نحو: «ولا سيما زيداً» فمنَعُه الجمهور؛ وقال ابن الدهَّان: لا أعرف له وجهاً، ووجهه بعضُهم بأن «ما» كافّة، وأن «لا سيما» نزلت منزلة «إلا» في الاستثناء، ورُدَّ بأن المستثنى مُخْرَج، وما بعدها داخل من باب أولى؛ وأجيب بأنه مخرج مما أفهمه الكلام السابق من مُساواته لما قبلها، وعلى هذا فيكون استثناء منقطعاً.


  المضاف والمضاف إليه قوله: (أيما الأجلين) أي: فأي مضافة والأجلين مضاف إليه وما زائدة بينهما. قوله: (والتقدير الخ) هذا لف ونشر مرتب. قوله: (ويضعفه) أي: الرفع. قوله: (مع عدم الطول) أي: فهو شاذ وهذه طريقة وطريقة بعضهم استثناء سي من هذه القاعدة؛ لأنها بمنزلة مثل والأمثال لا تغير اهـ تقرير دردير قوله: (مع عدم الطول) أي: وإذا بنينا على الوجهين وهما الجر والرفع بوجهيه.

  قوله: (على التمييز) أي: لأن سيما بمعنى مثل فهو منهم فيحتاج إلى التمييز فيه حينئذ بعده. قوله: (ولو جئنا بمثله مددا) أي: من جهة المدد قوله: (وما كافة) أي: لسي. قوله: (فمنعه الجمهور) أي: لفقدان ما يقضي النصب وذلك لأن التمييز واجب التنكير عندهم خلافاً للكوفيين حيث جوزوا تعريفه وقد يوجه بأن ما تامة بمعنى شيء، فانصب بتقدير أعني أي: ولا مثل شيء أعني زيداً اهـ دماميني. قوله: (لا أعرف له) أي: لصحته قوله: (وجهاً) أي: ففي النصب للمعرفة يكون التركيب فاسداً. قوله: (ووجه) أي: وجه النصب للمعرفة. قوله: (منزلة إلا) فيه أن لا سيما يجب اقترانها بالواو وهي لا تدخل على إلا الاستثنائية والقول بأن الواو زائدة فهي دعوى لا دليل عليها اهـ تقرير دردير. قوله: (منزلة إلا في الاستثناء) أي: فكما أن الاسم ينصب بعيد إلا على الاستثناء ينصب بعد سيما على الاستثناء. قوله: (من باب أولى) أي: فهي أداة إدخال فكيف تجعل الأداة التي للإدخال بمنزلة الإخراج، فأي جامع قوله: (بأنه) أي: ما بعد ولا سيما.

  قوله: (مخرج مما أفهمه الخ) حاصل هذا الجواب أنا لا نسلم أنها للإدخال بل للإخراج من المساواة المفادة بقوله قام القوم فمعنى قام القوم ولا سيما زيد تساوى القوم في القيام إلا زيد، فافهم فيه وأولى به منهم باعتبار صدقه وإخلاصه فيه، وانظر وجه كونه