حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

والثاني من وجهي «على»: أن تكون اسما بمعنى «فوق»،

صفحة 398 - الجزء 1

  ٢٣١ - غَدَتْ مِنْ عَلَيْهِ بِعَدَمَا تَمَّ ظِمُؤُهَا ... [تَصِلُ وَعَنْ قَيْضٍ بِزَيْزَاءَ مَجْهَلِ]

  وزاد الأخفش موضعاً آخر، وهو أن يكون مجرورها وفاعل متعلقها ضميريْنِ لِمُسَمَّى واحد نحو قوله تعالى: {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ}⁣[الأحزاب: ٣٧] وقول الشاعر [من المتقارب]:

  ٢٣٢ - هَوْنَ عَلَيْك، فإنَّ الأمُورَ ... بِكَفُ الإِنْهِ مَقَادِيرُهَا


  لأن الحرف لا يدخل على الحرف قوله: (غدت) الضمير للقطاة بمعنى ذهبت لا بقيد الغدوة؛ لأن القطا إنما يذهب للماء ليلاً. قوله: (من عليه) أي: من فوقه، أي: من فوق فرحها. قوله: (ظمؤها) هو ما بين الوردين يستعمل في الإبل واستعمله هنا في القطاة، أي: ما بين الوردين على الماء أي: الشربين من الماء وتمامه:

  تصل وعن قيض ببيداء مجهل

  وتصل من صل إذا صوت ومنه صلصل الجرس إذا صوت، أي: يصوت جوفها من شدة العطش، وقوله: وعن قيض عطف على قوله: عليه أي: وغدت من عن قيض فعن اسم والقيض قشر البيض الأعلى وقوله: ببيداء أي: في أرض قفراء تبيد وتهلك المار فيها وقوله: مجهل أي: لا يهتدي فيها لعدم الإعلام وفي رواية بزيزاء والمعنى واحد. قوله: (موضعاً آخر) أي: تكون على فيه اسماً. قوله: (وفاعل متعلقها) أي: فاعل الفعل الذي تعلقت به على فمتى كان مجرورها وفاعل متعلقها ضميرين لمسمى واحد فعلى اسم. قوله: (امسك عليك) فمجرورها ضمير وفاعل أمسك ضمير ومسماهما واحد وهو


٢٣١ - التخريج: البيت لمزاحم العقيلي في (أدب الكاتب ص ٥٠٤؛ والأزهية ص ١٩٤؛ وخزانة الأدب ١٠/ ١٤٧، ١٥٠؛ والدرر ٤/ ١٨٧؛ وشرح التصريح ٢/ ١٩؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٢٣٠؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٤٢٥؛ وشرح المفصل ٣/ ٣٨؛ ولسان العرب ١١/ ٣٨٣ (صلل)، ١٥/ ٨٨ (علا)؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٣٠١؛ ونوادر أبي زيد ص ١٦٣؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص ١٠٣؛ والأشباه والنظائر ٣/ ١٢؛ وجمهرة اللغة ص ١٣١٤؛ والجنى الداني ص ٤٧٠؛ وجواهر الأدب ص ٣٧٥؛ وخزانة الأدب ٦/ ٥٣٥؛ ورصف المباني ص ٣٧١ وشرح الأشموني ٢/ ٣٩٦؛ وشرح ابن عقيل ص ٣٦٧؛ والكتاب ٤/ ٢٣١؛ ومجالس ثعلب ص ٣٠٤؛ والمقتضب ٣/ ٥٣؛ والمقرب ١/ ١٩٦؛ وهمع الهوامع ٢/ ٣٦).

شرح المفردات: الظمء: ما بين الشربين. تصل: تصوّت. القيض: قشرة البيضة العليا. الزيزاء: ما غلظ من الأرض. المجهل: القفر الخالي من الأعلام.

المعنى: يقول: إنّ القطاة قد تركت فراخها وقشر بيضها، وراحت تصوّت في أرض خالية من الأعلام بعد أن اشتد بها الظمأ.

٢٣٢ - التخريج البيت للأعور الشني في (الدرر ٤/ ١٣٩؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ٣٣٨؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٤٢٧، ٢/ ٨٧٤؛ والكتاب ١/ ٦٤؛ ولبشر بن أبي خازم في العقد الفريد ٣/ ٢٠٧؛ ولم أقع عليه في ديوانه؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٧/ ٦٢؛ وأمالي ابن الحاجب ٢/ =