حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

أحدها: أن تكون حرف جر

صفحة 403 - الجزء 1

  أي: لله در ابن عمك لا أفضَلْت في حسب عليّ ولا أنتَ مالكي فتسوسني، وذلك لأن المعروف أن يقال: «أفضلت عليه» قيل: ومنه قوله تعالى: {إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي}⁣[ص: ٣٢]، أي: قدمته عليه، وقيل: هي على بابها، وتعلقها بحال محذوفة أي منصرفاً عن ذكر ربي؛ وحكى الرماني عن أبي عبيدة أن «أحببت» «أَحَبَّ البعير إِحْبَاباً» إذا بَرَك فلم يَثر؛ فـ «عَنْ» متعلّقة به باعتبار معناه التضمني،


  المضاف وهو الدر وهو في الأصل مصدراً اللبن يدر دراً أطلق وأريد به اللبن أو إنه أراد به هنا الخير؛ لأنهم كانوا يعتقدون أن اللبن منشأ لكل خير؛ لأنه من غالب أقواتهم وكانوا يسقونه للخيل ويقرون به الضيف قوله: (أي الله الخ) أي: فحذف لام الجر واللام الأولى شذوذاً وحذف در والدر هو اللبن قوله: (لله در ابن عمك) أي: الله دري فابن عم المخاطب هو الشاعر أي: لله در نفسي لا أفضلت يا مخاطبي ويا منازعي. قوله: (في حسب) هو ما يعده الإنسان من مفاخر آبائه.

  قوله: (مالكي) تفسير لدياني قوله: (فتسوسني) من السياسة وهي الإمارة وهو تفسير لتخزوني من الخز وبالخاء بمعنى السياسة وأما خزى من الخزى فمعناه الذل ومضارعه تخزي بالياء. قوله: (وذلك) أي: بيان كون عن بمعنى على قوله: (أفضلت عليه) أي: فأفضلت يتعدى بعلى فعلم ان عن في البيت بمعنى علا. قوله: (أفضلت عليه) أي: زدت عليه في الفضل. قوله: (حب الخير) المراد به الخيل والذكر صلاة العصر حتى غربت الشمس، وهو مشغول بالخيل قوله: (أي قدمته عليه) تفسير لقوله أحببت حب الخير الخ، أي: قدمت حب الخير عن ذكر ربي وهذا فيه تضمين حب معنى الإيثار والتقديم وجعل عن بمعنى على وهو بعيد قوله (وقيل هي) أي: في الآية. قوله: (على بابها) أي: للمجاوزة لا للاستعلاء قوله: (فلم يتر) أي: فلم يقم. قوله: (التضمني) وهو التثبيط لا المعنى الحقيقي وهو برك البعير، فالحاصل أن أحببت الحقيقي هو بروك البعير فنقل إلى التثبيط وهو القعود عن الخير، وهو معنى تضمني لا حقيقي.


= ١٦٧، ١٧٠ (دين)، ٢٩٥، ٢٩٦ (عنن)، ٥٣٩ (لوه)، ١٤/ ٢٢٦ (خزا)؛ والمؤتلف والمختلف ١١٨؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٢٨٦؛ ولكعب الغنوي في الأزهية ص ٩٧؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ١/ ٢٦٣، ٢/ ١٢١، ٣٠٣؛ والإنصاف ١/ ٣٩٤؛ والجنى الداني ص ٢٤٦؛ وجواهر الأدب ص ٣٢٣؛ وشرح الأشموني ٢/ ٢١٥؛ وشرح ابن عقيل ص ٣٦٤؛ وشرح المفصل ٨/ ٥٣؛ وهمع الهوامع ٢٩/ ٢).

شرح المفردات: لاه أصله «الله» حذفت لام الجرّ ولام التعريف والباقية هي فاء الكلمة وذلك حسب رأي سيبويه. أفضلت: زدت فضلاً. الحسب: الشرف الثابت في الآباء. الديان: صاحب الأمر. تخزوني: تسوسني وتقهرني.

المعنى: يقول: الله أمر ابن عمك، لا أنت أفضل مني حسباً، ولا أشرف مني نسباً، ولا ولي أمري فتسوسني وتقهرني.