حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

أحدها: أن تكون حرف جر

صفحة 407 - الجزء 1

  ذلك، إلا إذا كانت القوسُ هي المرمية؛ وحُكي أيضاً «رميتُ عَلَى القوس».

  العاشر: أن تكون زائدة للتعويض من أخرى محذوفة، كقوله [من الطويل]:

  ٢٣٨ - أَتَجْزَعُ إِنْ نَفْسٌ أَتَاهَا حِمَامُهَا ... فَهَلا الَّتِي عَنْ بَيْنِ جَنْبَيْكَ تَدْفَعُ

  قال ابن جني: أراد: فهلاً تدفع عن التي بين جنبيك، فحذفت «عن» من أول الموصول، وزيدت بعده.

  الوجه الثاني: أن تكون حرفاً مَصْدَرياً، وذلك أن بني تميم يقولون في نحو:


  رميت السهم بالقوس فقد صرحوا بالباء مع كون المرمي هو السهم فيرد به على قول الحريري لا يتعدى بالباء إلا إذا كانت القوس مرمية وحاصل الرد يقال إنه. سمع الباء مع كون المرمي هو السهم والقوس آلة قوله: (حكاهما الفراء) فيه أنه ليس في حكايتهما ما يقتضي الترادف لجواز أن يكون كل من الحرفين على معناه المعروف له فرميت بالقوس على معنى أن القوس آلة للرمي فالباء للاستعانة ورميت عن القوس على متى أصدرت الرماية عن القوس فعن للمجاوزة. قوله: (حكاهما) أي: المثالين الفراء أي متواردين على معنى واحد فلا يتم الرد على الحريري إلا بهذه المعونة. قوله: (وفيه) أي: فيما حكاه الفراء من المقال الثاني وهو رميت بالقوس. قوله: (في إنكاره) أي: في درة الغواص. قوله: (ذلك) أي: رميت بالقوس قوله: (إلا إذا كانت القوس الخ) أي: والباء للملاصقة أي: رميت رمياً ملاصقاً للقوس فهو المرمي والباء زائدة أي: رميت القوس. قوله: (وحكى أيضاً رميت على القوس) أي: بالقوس فتكون على للاستعانة كالباء. قوله: (زائدة للتعويض) ظاهره أن شرط زيادتها التعويض، وإلا لم تزد ولكن وقع في تفسير الثعلبي أنهم اختلفوا في تفسير قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ}⁣[الأنفال: ١] فقيل: عن علمها، وقيل: عن الأنفال، وقيل: «عن» صلة وبذلك قرأ ابن مسعود، وأصل الخلاف أنه هل المراد بالسؤال سؤال الاستخبار أو سؤال الاستعطاء. ا. هـ. وقد رأيت ما حكاه من أن بعضهم ذهب لزيادتها بدون تعويض ا. هـ. دماميني. قوله: (أتجزع الخ) أي: لا ينبغي أن يحصل لك جزع من موت غيرك مع كونك لا قدرة لك على دفع الموت عن نفسك التي بين جنبيك.

  قوله: (نفس) من النفوس. قوله: (حمامها) أي: موتها قوله: (تدفع) وفي نسخة تجزع. قوله: (حرفاً مصدرياً) أي: بمعنى أن قوله: (في نحو الخ) أي: أنهم يقولون عن


٢٣٨ - التخريج: البيت لزيد بن رزين في (جواهر الأدب ص ٣٢٥؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٤٣٦؛ وله أو لرجل من محارب في ذيل أمالي القالي ص ١٠٠؛ وذيل سمط اللآلي ص ٤٩؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص ٢٤٨؛ وخزانة الأدب ١٠/ ١١٤؛ والدرر ٤/ ١٠٧؛ وشرح الأشموني ٢/ ٢٩٥؛ وشرح التصريح ٢/ ١٦؛ والمحتسب ١/ ٢٨١؛ وهمع الهوامع ٢/ ٢٢).

اللغة: الجزع: الاضطراب والخوف. الحمام: الموت.

المعنى: أراك مضطرباً خائفاً، عندما يحلّ الموت ضيفاً على أحدهم، فهل تستطيع منعه من أخذ روحك، عندما تحين ساعتك؟!