حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

أحدها: أن تكون حرف جر

صفحة 406 - الجزء 1

  الرباعة نجوم الحمالة، قيل: لأن «وَني» لا يتعدّى إلا بـ «في»، بدليل: {وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي ٤٢}⁣[طه: ٤٢] والظاهر أن معنى وَني عن كذا جاوزه ولم يدخل فيه، و «وني فيه»: دخل فيه وَفَتَر.

  السابع: مرادفة «من»، نحو: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ}⁣[الشورى: ٢٥] الشاهد في الأولى {أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا}⁣[الأحقاف: ١٦] بدليل: {فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ}⁣[المائدة: ٢٧]، {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا}⁣[البقرة: ١٢٧].

  الثامن: مرادفة الباء، نحو: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ٣}⁣[النجم: ٣]، والظاهر أنها على حقيقتها، وأن المعنى: وما يَصْدر قوله عن هَوًى.

  التاسع: الاستعانة، قاله ابن مالك، ومثله برَمَيْتُ عَن الْقَوْسِ، لأنهم يقولون أيضاً: «رَمَيْتُ الْقَوسِ»، حكاهما الفراء، وفيه ردّ على الحريري في إنكاره أن يُقال


  قوله: (الرباعة نجوم الحمالة) النجوم ما قسط على الأوقات من الحمالة والحمالة ما يحمله الإنسان ويتكفل به أعم من الدين والدية والعرافة، وقال السيوطي رباعة الرجل فهذه التي هو منها يقول إذا حملوا، فاحمل معهم وفي «القاموس» المعنيان النجوم والقبيلة. قوله: (قيل) أي: في بيان كون عن في البيت بمعنى في. قوله: (ولا تنيا في ذكري) فقد عدى فعل الوني بفي فيحمل ما في البيت عليه قوله: (والظاهر الخ) اعتراض على قوله قبل لأن ونى الخ، وحاصله أن عندنا تعديتين تعدية بعن والمعنى عليها مجاوزة الشيء وعدم التلبس به أصلاً والثانية تعدية بفي ومعناها التلبس بالشيء مع التراخي فبين التعديتين فرق وحينئذ، فلا تحمل إحداهما على الأخرى فالبيت وارد على التعدية الأولى، والآية واردة على التعدية الثانية. قوله: (ولم يدخل فيه) أي: لم يتلبس به. قوله: (دخل فيه) أي: تلبس به وتراخى فيه قوله: (دخل فيه وفتر) أي وليس هذا المراد من البيت بأن يكون خطاباً لمن تحمل وفترفي الإعطاء، وإنما هو نهي لمن لم يتحمل عن عدم التحمل. قوله: (دخل فيه) أي: فمعنى الآية ولا تدخلا في ذكرى مع الفتور والكسل. قوله: (عن عباده) أي: منهم قوله: (الشاهد في الأولى) فيه أن الآية لا تصلح شاهداً لاحتمال أن التقدير وهو الذي يقبل التوبة صادرة عن عباده وكذا الآية الثانية يحتمل أن المعنى أولئك الذين يتقبل أحسن ما عملوا صادراً عنهم نعم هما يكفيان في مقام التمثيل. قوله: (بدليل فتقبل من أحدهما) أي: فمادة تقبل إنما تتعدى بمن لا بعن قوله: (وما ينطق عن الهوى) أي: ما يتلفظ به هذا هو المراد قوله: (إنها على حقيقتها) أي: للمجاوزة قوله: (وأن المعنى) أي: الحقيقي. قوله: (الاستعانة) أي: بأن تكون داخلة على آلة الفعل. قوله: (ومثله برميت الخ) والمعنى رميت السهم مستعيناً بالقوس. قوله: (لأنهم يقولون أيضاً رميت بالقوس) أي: