حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (عن) على ثلاثة أوجه:

صفحة 429 - الجزء 1

  أحدهما: أنها تكون ظَرْفاً للأعيان والمعاني، تقول: «هذا القولُ عندي صَوَابٌ، وعند فلان علم به»، ويمتنع ذلك في «لدى»، ذكره ابن الشجري في أماليه ومبرمان في حواشيه.

  والثاني: أنك تقول «عندي مال» وإن كان غائباً، ولا تقول: «لَدَيَّ مال» إلا إذا كان حاضراً. قاله الحريري وأبو هلال العسكري وابن الشجري، وزعم المعري أنه لا فرق بين «لدى» و «عند» وقولُ غيره أولى.

  وقد أغناني هذا البحث عن عقد فصل لـ «لدن» ولـ «لدى» في باب اللأم.


  فيه لدى ولا تستعمل لدى في كل موضع تستعمل فيه عند قوله: (ظرفاً للأعيان) أي: الذوات نحو زيد عندي قوله: (والمعاني) أي: سواء كانت غائبة أو حاضرة كما يؤخذ من الثاني. قوله: (تقول الخ) هذان مثالان للمعاني قوله: (ويمتنع ذلك) أي: القول المفيد أن لدى ظرف للمعاني. قوله: (في لدى) لأنها لا تكون إلا ظرفاً للأعيان فيقال زيد لدي قوله: (المعري) هو الشاعر المعلوم. قوله: (لا فرق الخ) فيستعملان في المعاني والأعيان وللغائب والحاضر. قوله: (هذا البحث) أي: المذكور في هذا المحل المتعلق بلدى وبلدن.