· (عن) على ثلاثة أوجه:
  منصوبة؛ وجَرُّ عِند كثير، وجَرُّ «لدى» ممتنع.
  ورابع، وهو أنهما معربان، وهي مبنية في لغة الأكثرين.
  وخامس، وهو أنها قد تُضاف للجملة كقوله [من الطويل]:
  ٢٥٩ - [صَرِيعُ غَوَانٍ رَاقَهُنَّ وَرُقْنَهُ] ... لَدُنْ شَبَّ حَتَّى شَابَ سُودُ الذَّوائِبِ
  وسادس، وهو أنها قد لا تُضاف وذلك أنهم حكوا في «عُدوَة» الواقعة بعدها الجر بالإضافة، والنصب على التمييز والرفع بإضمار «كان» تامة.
  ثم اعلم أن «عند» أمكنُ من «لدى» من وجهين:
  القلة. قوله: (وجر عند كثير) أي: لكن الأكثر نصبها على الظرفية. قوله: (وهو أنهما) أي: عند ولدى. قوله: (معربان) أي: فلدى منصوبة بفتحة مقدرة على الألف وعند منصوبة بفتحة ظاهرة وقوله الأكثرين أي: وقيس تعربها. قوله: (وهي) أي: لدن مبنية في لغة الأكثرين أي: من العرب والقليل يعربها وجه بنائها كما قال الرضى أنها لما زادت على غيرها من الظروف الغير المنصرفة في عدم التصرف بكونها ملازمة لمعنى الابتداء توغلت في مشابهة الحرف قوله: (لدن شب) صدره:
  صريع غوان راقهن ورقنه
  وهذا البيت الشاهد فيه من حيث إنه أضاف شب للدن وأما عند ولدى فلا يضاف إلا لمفرد. قوله: (قد لا تضاف) أي: تقطع عن الإضافة لفظاً. قوله: (في غدوة) أي: في قوله:
  لدن غدوة حتى دنت لغروب
  قوله: (على التمييز) أي: لأن لدن اسم للمكان المبهم وغدوة تمييز واعترض بأن غدوة اسم للزمن اللهم إلا يقال إن لدن اسم لابتداء زمان مبهم فصح التمييز. قوله: (أمكن من لدى) الفروق السابقة بين لدن وعند ولدى وهنا بين عند وبين لدى. قوله: (أمكن من لدى) أي: ان لها مكنها في التصرف أكثر من لدى فتستعمل في كل موضع تقع
٢٥٩ - التخريج: البيت للقطامي في (ديوانه ص ٤٤؛ وخزانة الأدب ٧/ ٨٦؛ والدرر ٣/ ١٣٧؛ وسمط اللآلي ص ١٣٢. وشرح التصريح ٢/ ٤٦؛ وشرح شواهد المغنى ص ٤٥٥؛ ومعاهد التنصيص ١/ ١٨١؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٤٢٧؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٤/ ٤٧؛ وتخليص الشواهد ص ٢٦٣؛ وشرح الأشموني ٢/ ٣١٨؛ وهمع الهوامع ١/ ٢١٥).
شرح المفردات: الصريع المصروع وهنا من غلب عليه الحب. الغواني: ج الغانية، وهي الفتاة الحسناء التي استغنت بجمالها عن الزينة. شاقه: تشوّق إليه. لدن: لدى. الذوائب: ج الذؤابة، وهي شعر في مقدّم الرأس.
المعنى: يقول: لقد أصبحت قتيل الحسان، أتشوق إليهن، ويتشوقن إلي منذ أن بلغت سنّ الشباب إلى أن شاب شعري، وأصبحت كهلاً.