حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (غير): اسم ملازم للإضافة في المعنى،

صفحة 431 - الجزء 1

  «غير» شبهت بالغايات كـ «قبل» و «بعد»، فعلى هذا يحتمل أن يكون اسماً وأن يكون خبراً. وقال الأخفش: ضمّة إعراب لا بناء؛ لأنه ليس باسم زمان كـ «قبل» و «بعد»، ولا مكان كـ «فوق» و «تحْت»، وإنما هو بمنزلة «كلّ» و «بعض»؛ وعلى هذا فهو الاسم، وحُذِفَ الخبر. وقال ابن خروف: يحتمل الوجهين، و «ليس غيراً» بالفتح والتنوين، و «ليس غَيْرُ» بالضم والتنوين. وعليهما فالحركة إعرابية، لأن التنوين إما للتمكين فلا يلحق إلا المعربات، وإما للتعويض فكأنَّ المضاف إليه مذكور.

  ولا تتعرف «غير» بالإضافة، لشدة إبهامها، وتستعمل «غير» المضافة لفظاً على وجهين:


  دردير. قوله: (شبهت بالغايات) أي: بجامع الإبهام إذ الغايات ظروف غير محصورة غير معناه غير معين أو بجامع أن كلاً غاية لما قبله بعد أن حذف ما بعد الذي كان هو الغاية. قوله: (فعلى هذا يحتمل أن يكون اسماً) أي: في محل رفع اسم ليس وقوله: وأن يكون خبراً أي: فهي في محل نصب خبر ليس. قوله: (ضمة إعراب لا بناء) أي: وعدم التنوين لنية لفظ المضاف إليه.

  قوله: (لأنه ليس باسم زمان) أي: فهو عنده قد حذف المضاف إليه، ونوى ثبوت لفظه ولم ينو معناه عند؛ لأنه لا يصح حذف المضاف إليه ونية معناه إلا إذا كان المضاف من الظروف الزمانية أو المكانية وغير ليست منها، ولا تلحق بها فلا ينوي فيها معنى المضاف إليه أصلاً قوله: (وإنما هو بمنزلة كل وبعض) أي: فهي مرفوعة من غير تنوين والمانع من التنوين ثبوت لفظ المضاف إليه، ولا يصح إرادة المعنى فيها؛ لأنه ليس من الظروف، والحاصل أن الأقسام ثلاثة فالظروف يصح إرادة معنى المضاف إليه فيها، وكل لا يصح، وكذا بعض اتفاقاً في القسمين وأما غير ففيها خلاف والأصح الجواز وإذا علمت ذلك تعلم أن قول ابن مالك قبل كغير هذا على غير مذهب الأخفش. قوله: (يحتمل الوجهين) أي: البناء كما يقول المبرد والإعراب كما يقول الأخفش. قوله: (فالحركة إعرابية) أي: إن لم ينو شيء أصلاً أي: ففي حالة النصب الاسم مضمر في ليس وفي حالة الرفع الخبر محذوف قوله: (وأما للتعويض) أي: عن المضاف إليه المحذوف كما قيل في كل إنه تنوين عوض. قوله (مذكور) ومع ذكره يتعين الإعراب. قوله: (ولا تتعرف غير بالإضافة) أي: اللفظية أو المعنوية. قوله: (لشدة) أي: فإذا قلت رأيت رجلاً غير زيد كان صادقاً بجيمع ما غايره، فمغايرة زيد ليست صفة تخص ذاتاً غير أخرى إذ كل ما في الوجود موصوف بهذه الصفة فهي شديدة الإبهام، وإذا قيل غير المخلوقين فهي شاملة لأفراد ذهنية قوله: (وتستعمل غير) نائب فاعل تستعمل والمضافة نعته ولك في غير الصرف وعدمه باعتبار اللفظ الكلمة قوله: (المضافة) وأما المقطوعة فقد تقدمت أنها إما اسم ليس أو خبرها وهي على أربعة أوجه كما سبق.