حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (قد) على وجهين

صفحة 465 - الجزء 1

حرف القاف

  · (قد) على وجهين: حرفية وستأتي واسمية، وهي على وجهين: اسم فعل وسيأتي، واسم مرادف لـ «حسب»، وهذه تستعمل على وجهين:

  مبنية وهو الغالب لشبهها بـ «قَدِ» الحرفية في لفظها، ولكثير من الحروف في وَضْعِهَا، ويقال في هذا: «قَدْ زَيدِ دِرْهَم» بالسكون، و «قَدْنِي» بالنون، حرصاً على بقاء السكون لأنه الأصل فيما يَبْنُونَ.

  ومعربة وهو قليل، يقال: «قَدُ زَيْدِ دِرْهَم»، بالرفع، كما يقال: «حَسْبُهُ دِرْهَمْ»، بالرفع، و «قَدِي دِرْهَم» بغير نون كما يقال: «حَسْبِي»، والمستعملة اسم فعل مُرادفة لـ «يكفي»، يقال: «قَدْ زَيْداً درهم»، و «قَدْنِي درهم»، كما يقال: «يكفي زيداً درهم»، و «يكفيني درهم».


حرف القاف

  (قد) قوله: (على وجهين) خبر أول وحرفية واسمية خبر ثانٍ ولا يصح أن يكون قوله حرفية واسمية بدلاً من الوجهين؛ لأن الوجهين كونها حرفاً واسماً لا النسبة إلى الحرفية والاسمية والجواب أن الياء من الحرفية والاسمية ياء المصدرية، فترجع إلى كونها حرفاً واسماً. قوله: (اسم فعل) أي: ولا تكون إلا مبنية قوله (لشبهها الخ) اعترض بأن الشبه اللفظي لا يكفي وأما قوله ولكثير الخ فمسلم قوله: (ولكثير الخ) أي: بناء على أن الشبه في الوضع على حرفين، وإن لم يكن الثاني حرف لين يكفي وهذا هو المشهور، وإن كان التحقيق ما قاله الشاطبي من أنه لا بد أن يكون الثاني حرف لين. قوله: (قد زيد الخ) قد مبتدأ مبني على السكون في محل رفع وقد مضاف وزيد مضاف إليه ودرهم خبر. قوله: (لأنه الأصل فيما يبنون) أي: في الكلمات التي يبنونها قوله: (ومعربة) أي: ويتعين إذا أضيفت للياء حذف النون؛ لأنها معربة، وإنما تلحق النون المبني خرصاً على السكون.

  قوله: (قد زيد درهم) قد مبتدأ مرفوع بضمة ظاهرة وقوله: بالرفع، أي: برفع قد. قوله: (والمستعملة اسم فعل الخ) الفارق بين اسم الفعل والتي بمعنى حسب هو نصب ما بعدها في اسم الفعل وجرده في التي بمعنى حسب. قوله: (مرادفة ليكفي) أي: مدلولها يكفي فهو اسم فعل مضارع لكن في إثبات اسم فعل المضارع خلاف فبعضهم منعه وبعضهم أجازه فالأولى أن يكون مدلوله كفى الذي هو متفق عليه. قوله: (قد زيدا درهم الخ) فقد اسم الفعل مبني على السكون لا محل له من الإعراب وزيداً مفعوله، ودرهم فاعله فلا بد له من مفعول، فإن كان ظاهراً كما في هذا المثال فلا يؤتى بالنون، وإن كان