حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· الكاف المفردة

صفحة 486 - الجزء 1

  وإنما يصح الاستدلال بهما إذا لم يثبت أنَّ «ما» المصدرية تُوصل بالجملة الاسمية.

  الخامس: أن «ما» كافة أيضاً، و «أنت»: فاعل، والأصل: كما كنت، ثم حذف «كان» فانفصل الضمير وهذا بعيد بل الظاهر أن «ما» على هذا التقدير مصدرية.

  تنبيه - تقع «كما» بعد الجمل كثيراً صفَةً في المعنى؛ فتكون نعتاً لمصدر أو حالاً، ويحتملهما قوله تعالى: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ}⁣[الأنبياء: ١٠٤]، فإن قَدَّرْته نعتاً لمصدر فهو إما معمول لـ «نعيده»، أي: نُعِيدُ أول خلق إعادة مثل ما بدأناه، أو لـ «نطوي»، أي: نفعل هذا الفعل العظيم كفعلنا هذا الفعل؛ وإن قدرته حالاً فذُو الحال مفعول نعيده، أي: نعيده مماثلاً للذي بدأنا، وتقع كلمة «كذلك» أيضاً كذلك.


  فهو لف ونشر مشوش والنشوان السكران والحليم الذي عنده صبر. قوله: (وإنما يصح الاستدلال بهما) أي: بهذين البيتين قوله: (توصل بالجملة الاسمية) وهو قول سيبويه والجمهور فيقولون ان ما المصدرية لا توصل بالجمل الاسمية لعدم ثبوت ذلك، وأما على قول بعضهم يوصلها بالجملة الاسمية فلا يتأتى الرد لاحتمال أن تكون ما في البيتين مصدرية. قوله: (أن ما على هذا التقدير مصدرية) أي: لأنها داخلة على فعل مقدر وما المصدرية هي الداخلة على الفعل فلا وجه لجعلها كافة مع دخولها على الفعل وإنما يتأتى جعلها كافة أن لو دخلت على الاسم. قوله: (تقع كما بعد الجمل) أي: ولو تقديراً لأجل أن يشمل الوجه الأول في قوله: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ}⁣[الأنبياء: ١٠٤] وهو جعلها صفة لمصدر أنها متقدمة في اللفظ على الجملة وهي نعيده والمصدر المحذوف هو إعادة ومثل نعت له. قوله: (كثيراً) أي: وقوعاً كثيراً وقوله: صفة في المعنى، أي: لأن الكاف بمعنى مثل وما مصدرية قوله: (أما معمول لنعيده) أي: لأنه العامل في الموصول وهو المصدر. قوله: (مثل ما بدأناه) ظاهر في أن ما موصول اسمي بدليل ذكر الضمير، ولو حذفه وجعلت ما مصدرية، أي مثل البداءة لكان مصدراً مناسباً لإعادة التي قبل مثل إلا أن تجعل الضمير عائداً على أول خلق لا على ما قوله: (أو لنطوي) أي: معمول لنطوي؛ لأنه العامل في الموصوف وهو المصدر. قوله: (هذا الفعل) أي: وهو إعادة أول الخلق مثل بدئه قوله: (كفعلنا) أي: المماثل لفعلنا. قوله: (كذلك أيضاً) أي؛ كما في


= ٣٣٤؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص ١٣٢؛ وهمع الهوامع ٢/ ٣٨).

شرح المفردات: الماجد الكريم. يخزني يهنّي. يوم مشهد: يوم يحضره الناس للتفاخر، أو يوم حرب. عمرو: هو عمرو بن معد يكرب، وسيفه الصمصامة.

المعنى: يقول: إنّه أخ كريم أفخر بذكر اسمه بين الناس لفعاله الحميدة كما يذكر سيف عمرو بن معد يكرب الصقيل.