حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· الكاف المفردة

صفحة 492 - الجزء 1

  إن الضمير راجع للكاف من {كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ}⁣[آل عمران: ٤٩]، أي: فأنفخ في ذلك الشيء المماثل فيصير كسائر الطيور، انتهى. ووقع مثل ذلك في كلام غيره.

  ولو كان كما زَعَمُوا لَسُمِع في الكلام مثل «مررتُ بكالأسد».

  وتتعيّن الحرفية في موضعين؛ أحدهما: أن تكون زائدة، خلافاً لمن أجاز زيادة الأسماء، والثاني: أن تقع هي ومخفوضها صلة كقوله [من الرجز]:

  ٢٩٧ - مَا يُرْتَجَى وَمَا يُخَافُ جَمَعَا، ... فَهُوَ الذي كاللَّيْثِ وَالْغَيْثِ مَعَا

  خلافاً لابن مالك في إجازته أن يكون مضافاً ومضافاً إليه على إضمار مبتدأ، كما في قراءة بعضهم: {تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ}⁣[الأنعام: ١٥٤]، وهذا تخريج للفصيح


  قوله: (أن الضمير) أي: في فيه راجع للكاف: أي والضمير لا يعود إلا على الأسماء فعود الضمير على الكاف دليل على اسميتها. قوله: (المماثل) أي: الذي هو الكاف، وقوله: في كلام غيره أي: من المفسرين. قوله: (ولو كان الخ) هذا رد من طرف المحققين. قوله: (كما زعموا) أي: من جواز وقوعها اسماً في الاختيار. قوله: (لسمع في الكلام) أي: في الكلام النثر الذي لا ضرورة فيه وقوله: مثل مررت الخ، أي: من كل تركيب تكون الكاف فيه مجرورة، أي: مع أن ذلك لم يسمع أي: إذا كان ذلك لم يسمع فالمتعين ما قاله سيبويه والمحققون قوله: (أن تكون زائدة) أي: فإذا وقعت في كلام زائدة تعين كونها حرفاً، ولا يجوز كونها اسماً إلا على قوله من يجوز زيادة الأسماء.

  قوله: (أن تقع) أي: الكاف. قوله: (صلة) أي: لأن صلة الموصول لا بد أن تكون جملة ولا يتأتى ذلك إلا إذا كان حرف جر لتعلقها بعامل محذوف هو فعل بخلاف ما لو جعلت اسمية فتكون صلة الموصول مفرداً وهو مثل قوله: (جميعاً) الألف للإطلاق والفاعل ضمير يعود على الممدوح وقوله: ما يرتجى وما يخاف مفعوله وما مصدرية وأنها اسمية واقعة على الأمور التي ترتجى والتي تخاف وقوله: فهو الذي كالليث الخ لف ونشر مشوش أي: فهو إذا كان يخاف كالليث، وإذا كان يرتجى كالغيث.

  قوله: (أن يكون) أي: قوله كالليث، وقوله: ومضافاً إليه، أي: بناء على أن الكاف اسم. قوله: (كما في قراءة بعضهم) أي: وكما في جاء الذي كزيد. قوله: (هذا تخريج للفصيح) أي: وهو البيت لأن فيه قد وقعت الكاف ومجرورها صلة وكل تركيب وقعت فيه الكاف كذلك فهو فصيح لشيوعه وقوله: على الشاذ أي: وهو القراءة المذكورة لما فيها من حذف صدر الصلة مع عدم الطول واعترض بأن هذا إنما يلزم في محل جاء الذي كزيد أما


٢٩٧ - التخريج: الرجز بلا نسبة في (الجنى الداني ص ٨١؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٥٠٤).

اللغة: الغيث: المطر. الليث: الأسد.

المعنى: إنه بطل كريم فالناس ترجو كرمه، وتخاف بطشه معاً، فهو كريم كالمطر، وشجاع مغوار كالأسد، ولو أنهما (المطر والأسد) اجتمعا معاً في شخص رجل واحد لكان الممدوح.