حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· الكاف المفردة

صفحة 491 - الجزء 1

  ٢٩٥ - [وَلَعِبَتْ طَيْرٌ بِهِمْ أَبَابِيلْ] ... فَصُيِّرُوا مِثْلَ كَعَصْفِ مَأْكُولْ

  وأما الكاف الاسمية الجارة فمرادفة لـ «مثل»، ولا تقع كذلك عند سيبويه والمحققين إلا في الضرورة، كقوله [من الرجز]:

  ٢٩٦ - بيض ثلاث كَيْعَاجٍ جُمْ ... يَضْحَكُنَ عَنْ كَالْبَرَدِ المُنْهَم

  وقال كثيرٌ منهم الأخفش والفارسي: يجوز في الاختيار، فجوزوا في نحو: «زيد كالأسد» أن تكون الكاف في موضع رفع، و «الأسد» مخفوضاً بالإضافة.

  ويقع مثل هذا في كتب المُعربين كثيراً، قال الزمخشري في: {فَأَنْفُخُ فِيهِ}⁣[آل عمران: ٤٩]:


  قوله: (مثل كعصف) أي: فقد أكد المثل بالكاف عكس الآية، فإنه أكد فيها الكاف بمثل واعترض هذا القول بأن الكاف في الآية مضافة لمثل وإضافة المؤكد لمؤكد قليلة فلا يخرج عليه القرآن والعصف حب الزرع وقوله: مأكول، أي؛ أكل هو دون الزرع. قوله: (وأما الكاف الاسمية) تقدم أن الكاف جارة وغير جارة والجارة حرفية واسمية وقد سبق الكلام على الحرفية، والآن شرع يتكلم على الاسمية قوله: (ولا تقع) أي: الكاف كذلك، أي: اسمية جارة. قوله: (يضحكن) أي: النسوة وقوله: عن كالبرد هو حب الغمام، أي: عن أنياب مثل البرد في اللمعان فالكاف في محل جر وعن حرف جر.

  قوله (المنهم) أي: الذئب. قوله: (أن تكون الكاف في موضع رفع) أي: لأنها خبر عن زيد والاسد مجرور بالإضافة لمثل. قوله: (ويقع مثل هذا) أي: اسمية الكاف في الاختيار. قوله: (قال الزمخشري) سند لما يقع في كلام المعربين.


٢٩٥ - التخريج: الرجز لرؤبة في (ملحق ديوانه ص ١٨١؛ وخزانة الأدب ١٠/ ١٦٨، ١٧٥، ١٨٤، ١٨٩؛ وشرح التصريح ١/ ٢٥٢؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٥٠٣؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٤٠٢؛ ولحميد الأرقط في الدرر ٢/ ٢٥٠؛ والكتاب ١/ ٤٠٨؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص ٩٠؛ وخزانة الأدب ٧/ ٧٣؛ ورصف المباني ص ٢٠١؛ وسر صناعة الإعراب ص ٢٩٦؛ الأشموني ١/ ١٥٨؛ ولسان العرب ٩/ ٢٤٧ (عصف)؛ والمقتضب ٤/ ١٤١، ٣٥٠؛ وهمع الهوامع ١/ ١٥٠).

شرح المفردات: العصف: بقل الزرع.

المعنى: يقول: أصبحوا كبقل أكل ولم يبق منه ما يستفاد منه.

٢٩٦ - التخريج: الرجز للعجاج في (ملحق ديوانه ٢/ ٣٢٨؛ وخزانة الأدب ١٠/ ١٦٦، ١٦٨، والدرر ٤/ ١٥٦؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٥٠٣؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٢٩٤؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص ٢٥٨؛ والجنى الداني ص ٧٩؛ وجواهر الأدب ص ١٢٦؛ وشرح الأشموني ٢/ ٢٩٦؛ وشرح المفصل ٨/ ٤٢، ٤٤؛ وهمع الهوامع ٢/ ٣١).

شرح المفردات: النعاج ج النعجة، وهي أنثى الضأن، والعرب تكني بها عن المرأة. الجم: ج الجماء مؤنث الأجم، وهو من الكباش ما لا قرن له البرد: حبّ الغمام. المنهم: الذائب.

المعنى: يقول: إنهنّ ثلاث نسوة ناعمات، تبدو أسنانهن عندما يضحكن كالبرد المذاب.